حذر تقرير من التحيز الاختياري في التعامل مع التدخين، وهو النظر إلى فئة فرعية اتبعت نمط حياة غير صحي، وعاشت سنوات طويلة، وتجاهل الفئة الأكبر التي تضررت من التدخين، وتوفيت في أعمار مبكرة.


عبء المرض

أوضح التقرير أن «قاعدة بيانات تقييم عبء المرض العالمي التي طورها معهد القياسات الصحية والتقييم بالولايات المتحدة ساعدت العلماء في حساب التأثير الإحصائي للوضع الصحي والمخاطر، لذلك بات بالإمكان تقدير متوسط عدد السنوات التي سيخسرها المدخن من حياته، والسنوات التي سيحصل عليها عندما يتجنب هذه العادة، وبإمكاننا أيضا مقارنة النتائج ببيانات مخاطر وأمراض أخرى مثل الإيدز أو فيروس العوز المناعي البشري، أو السل، أو الملاريا، أو السكري، أو التهاب الكبد، وكذلك يمكن حساب جودة نظام الحياة في الدولة التي يعيش بها».


التحيز الاختياري

ذكر تقرير نشره موقع «brookings» أن «المستشار الألماني السابق هيلموت شميت وغيره أعطوا اعتقادا خاطئا بأن الإنسان يمكن أن يتبع نمط حياة غير صحي، ومع ذلك يعيش حتى سن كبيرة جدا، فقد كان شميت من المدمنين على التدخين لدرجة أنه كان يدخن في المناطق التي يمنع فيها التدخين، وعلى التلفاز، ولكنه عاش حتى عمر 96 عاما، وحافظ على نشاطه كشخصية معروفة، ووضع 13 كتابا بعد أن بلغ سن الـ70». وأضاف أن «هؤلاء الذين يعتقدون أن بإمكانهم اتباع سلوكيات حياة شميت بشكل آمن ارتكبوا خطأ فادحا يعرف بالتحيز الاختياري، حيث ينظرون إلى فئة فرعية من الناس الذين عاشوا حياة طويلة بدلا من العديد من الآخرين الذين توفوا قبل بلوغ سن كبيرة».


خسارة الأعوام

كشف التقرير أن «تقييم عبء المرض العالمي قدم عددا من النتائج، منها أنه إذا لم يعالج المرء من الإيدز أو فيروس العوز المناعي البشري فإن هذين المرضين سيقتلانه بشكل سريع، أما التدخين فهو قاتل بطيء، وهذا السبب الذي يجعل من الإيدز ذا تأثير أكثر شدة، لأن الإنسان إحصائيا سيخسر سنوات أكثر من عمره إذا توفي صغير السن».

وأضاف أن «التقييم أوضح أن تأثير الإيدز أو فيروس العوز المناعي البشري أشد بكثير في الدول الفقيرة، ليس بسبب شيوعهما أكثر، وإنما لقلة توفر العلاج، مثال ذلك أن امرأة كينية تبلغ من العمر 24 عاما قد تخسر 28.2 سنة من حياتها بسبب الإيدز أو فيروس العوز المناعي البشري، أما نفس المرأة ولكن من النمسا فستخسر 18.1 سنة فقط».

وأبان التقرير أنه «إذا كنت قد تجاوزت سن الـ40، وتعيش في اقتصاد متقدم، فمن المتوقع لك أن تخسر سنوات أكثر من حياتك بسبب التدخين، مقارنة بالإصابة بمرض الإيدز، أو فيروس العوز المناعي البشري، مثلا، رجل ألماني عمره 46 عاما سيخسر 11.5 سنة من حياته بسبب التدخين، وسيخسر 8.3 بسبب الإيدز».


ثمن غالٍ

لفت التقرير إلى أن «الإنسان لا يعرف بالطبع عدد السنوات التي سيعيشها، وكيف سيتطور الطب؟ وأين سيعيش في النهاية؟ ولكن هؤلاء الذي يعتقدون أن نمط حياتهم لا يهم، عليهم أن يفكروا مرتين، فالشعور بالرضا اليوم بسبب اتباع بعض العادات مثل التدخين سيدفعون ثمنه أغلى مما يعتقدون، والثمن هو سنوات إضافية ثمينة من الحياة باستطاعة الإنسان أن يقضيها مع أحفاده، أو كتابة مذكرات حياة طويلة عاشها بشكل جيد».