لا تنفك إسرائيل عن استفزاز العالم بممارساتها داخل الأراضي العربية المحتلة. فهي ترمي بكل الجهود الدولية لإيجاد الحلول في سلة القمامة، وكان آخرها المبادرة الأميركية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني، مقابل تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة تسعين يوما، مع حوافز عاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس أقلها تزويد إسرائيل بطائرات حديثة يفوق سعرها الثلاثة مليارات دولار.

تعلم إسرائيل أن الراعي الأميركي ضعيف جدا في المرحلة الراهنة، منذ نتائج الانتخابات النصفية الأخيرة للكونجرس، وزاد من قناعتها ما سرب من وثائق سرية عبر موقع ويكيليكس، باعتبار أن الإدارة الأميركية لم تعد تتمتع بالمصداقية، وأن حوافزها لا تعدو كونها حبرا على ورق، وأن ما سببه الموقع قد يشغلها لفترة طويلة لتعود وتسترجع تلك المصداقية التي فقدتها في العالم.

إسرائيل تمعن في الاستيطان وتحديدا في القدس الشرقية، وهي بالأصل غير مشمولة بالمبادرة الأميركية، وتزيد من استيطانها في الضفة الغربية، مع إدراكها أنها في نهاية المطاف ستخرج من هذه المستوطنات كما كان الحال مع مستوطنات غزة بعد أن أجبرت على الانسحاب من القطاع.

يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاستيطان "قنبلة موقوتة"، بمعنى أن انفجارها سيكون محدد التاريخ، مما يستدعي من الراعي الأميركي استباق ساعة الصفر التي تنفجر فيها هذه القنبلة،والعمل على الضغط على إسرائيل، من أجل الالتزام أقله بالاتفاقيات التي أبرمتها مع الفلسطينيين برعاية أميركية، لأن بعد ذلك لن تنفع المهل ولا الحوافز.