من الممتع أن تتابع بشكل يومي أخبار الإعلام العالمي عن وطنك، أن تقرأ الصحافة الأميركية والإسرائيلية والألمانية والبريطانية والهندية، وما تنشره عن السعودية.

الدول أحيانا مثل الأشخاص، يهمها سماع رأي بعضها عن بعض، بيد أن هذا الاستقراء التحليلي لا يفترض أن يتم إلا عن طريق منصات موثوقة في الإعلام العالمي.

ثم إنه ليس بالضرورة الاقتصار على الإعلام الورقي المقروء، فحتى المرئي والمسموع والرقمي يفي بالغرض، في حال توافرت معايير الثقة والمصداقية.

في التلفزيون البريطاني «بي بي سي» على سبيل المثال، استضاف برنامج «سياسة يومية» عضو مجلس النواب البريطاني للشؤون الخارجية، دانيال كوشنسكي، الذي دافع بحرقة عن السعودية، مشيدا بالصداقة البريطانية السعودية.

وحين وجّه المذيع إليه سؤالا عن قضايا المرأة في السعودية، أجاب كوشنسكي: «أول مرة زرت فيها السعودية، لم أر أي امرأة تعمل في شتى القطاعات، أما اليوم فقد فاقت نسبة مشاركة المرأة في مجلس الشورى الذي بدوره يناقش قضايا مصيرية، الـ30%، إلى جانب مجالات أخرى».

ينهي كوشنسكي حديثه مؤكدا: السعودية تتقدم وتزدهر وصداقتنا معها يفترض أن تتقدم وتستمر. هذا الإيمان بالمملكة، وبتقدمها وازدهارها، يُشاهَد أيضا في محطات أخرى حول العالم.

مثلا، صحيفة «قنطرة» التي أنشأتها الحكومة الألمانية كمحطة إعلامية متخصصة في العلاقات بين أوروبا والشرق الأوسط.، نشرت خبرا في فبراير 2017، تصف فيه المملكة بـ«عامل رئيسي لتوازن الشرق».

أضف إلى ذلك، الصحيفة اليابانية «الدبلوماسي» التي تعول على أهمية العلاقة الهندية-السعودية في هزيمة الإرهاب، الأمر الذي يوضّح كمية الأمل الذي تعقده هذه الدول على المملكة.

إن نظرة العالم إلينا اليوم جيدة جدا، لكن الإعلام العالمي أيضا يحتاج منا إلى نشاط من حيث تحديد رأي واحد، نريد العالم أن يعتقده عنا، ثم تكثيف عرض هذا الرأي وتكراره، كي نرسخ في أذهان الجماهير المظهر الذي نحدده نحن. وفكرة تحديد فكرة معينة، ثم عرضها بشكل متكرر وكثيف، بهدف جعلها تصورا خارج النمطية السائدة قديما، ليفكر به الآخرون دون أن يشعروا، هذه ليست فكرتي، بل هي فكرة مقتبسه من المفكر والسياسي الأميركي الشهير «إدوارد برناي»، ضمن كتاباته عن الجماهير ودراسات التلقي والتأثير الإعلامي، وأظنها جديرة بالاهتمام لرسم صورتنا المعبرة عن الواقع الجديد في وطننا.