أكد اختصاصيون أن الأطفال المنغمسين بالأجهزة الذكية يعانون من مشكلات في الصحة، وطرق التفكير، وحل المشكلات، مؤكدين أن ثقافة الباسوورد تدفعهم إلى عدم الإفصاح وإخفاء الأمور، مما يعيق التعامل معهم.
ثقافة الباسوورد
أوضح النجار أن «هناك صعوبة في حل ومعالجة المشكلات لدى أطفال الأجهزة الذكية، بسبب قدرتهم على إخفاء الأمور، وعدم الإفصاح عنها، فأطفال اليوم يمتلكون ثقافة الباسوورد، وهو ما يعيق التعامل معهم، ومع ذلك فإن الأطفال الذين يقضون وقتا على الأجهزة الذكية أذكياء جدا، ولديهم قدرات تقنية عالية تفيدهم في حياتهم». وحول إمكانية تربية الآباء لأبنائهم على الأسس التي تربو عليها في السابق في ظل وجود التكنولوجيا الحديثة، يقول النجار، إن «هناك مجموعة من القيم التي لا تتغير عبر الأزمان يتربى عليها الطفل، شريطة أن يقوم الآباء بتطبيق هذه القيم في حياتهم، ومن ثم نقلها لهم بالطرق الذكية، واستغلال تلك الأجهزة في تأصيل العادات التي نرغب في تربية أبنائنا عليها».
تأثير التكنولوجيا
أكدت الخصيفان أن «التكنولوجيا لها تأثير هائل على العديد من الأسر وعلى الخيارات المتاحة للطفل سابقا وحاليا، ففي السابق كان لدى الطفل العديد من الخيارات لقضاء وقت فراغه، إما عن طريق برامج التلفزيون، أو الفيديو أو الألعاب الإلكترونية، أو قراءة الكتب، أو اللعب التفاعلي مع أصدقائه سواء كانت ألعاب رياضية أو موسيقية، أو اجتماعية، وقد تكون هذه الخيارات ذاتها موجودة لطفل اليوم، ولكنها أصبحت منحصرة في جهاز لوحي واحد، يشاهد الطفل فيه البرامج، ويقرأ الكتب، ويلعب الألعاب المختلفة، ويتواصل مع الآخرين، وينشئ علاقات اجتماعية من خلال ذات الجهاز».
معايير صحية
قال المستشار النفسي والاجتماعي الدكتور أحمد النجار، إن «الأطفال الذين يلعبون بمناطق واسعة يتمتعون بمعايير صحية عالية، ولديهم قدرات جسدية، إضافة لتميزهم بالتحليل الواقعي للأمور، وهي كلها سمات ليست موجودة لدى طفل الأجهزة الإلكترونية».
وأضاف أن «الطفل الذي ينشأ في البيئة الافتراضية يصبح تفكيره افتراضيا، يحكم على الأمور بمبدأ العالم الافتراضي الذي نشأ عليه، بينما الطفل الذي يلعب مع أقرانه بالمناطق المفتوحة يمتلك قدرة كبيرة على حل المشاكل بطرق واقعية ومنطقية».
قاعدة تربوية
لفتت الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة شذى خصيفان إلى قاعدة تربوية مهمة لكل أب وأم، تتمثل بمقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه «لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم»، وقالت: «عندما نتحدث عن معيشة الأطفال قبل 20 عاما، ونقارنها بالوقت الحالي، فلابد أن نضع في أذهاننا أننا نتحدث عن النصف الأخير من فترة التسعينات من القرن الماضي، وهذه الفترة هي بداية الطفرة التكنولوجية الهائلة التي نشهدها اليوم في الخليج، وخصوصا مع بداية انتشار الموبايلات بشكل واسع بين كافة شرائح المجتمع».
وأشارت إلى أنه «لا يمكن أن نضع نموذجا لطريقة عيش الأطفال في التسعينات، ونعممه على كافة شرائح المجتمع، لأن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والجغرافية تختلف تماما من طفل لآخر، وهذا ينطبق تماما على أطفال اليوم».
الحياة الافتراضية
بينت الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، أن «الحياة الافتراضية قد تؤثر بشكل سلبي على قدرة الطفل على التواصل الاجتماعي الحقيقي مع الآخرين بشكل صحيح، حيث قلل الجهاز الخاص بكل طفل من فرص التفاعل مع بقية أفراد الأسرة خلال أوقات الترفيه، والتي كان لها دور كبير في التوجيه غير المباشر من خلال إبداء الرأي على ما يتم مشاهدته من برامج».
وأكدت، أن «طفل اليوم محظوظ جدا بما هو متاح له من تقدم تكنولوجي هائل وتطور في طرق التعليم والترفيه، ولكن بشرط أن تكون رقابة الأسرة مستمرة على تنوع مصادر الترفيه، وقضاء وقت الفراغ، بحيث لا تؤثر على أي جانب من جوانب النمو الفسيولوجي أو المعرفي أو الاجتماعي».
ونصحت بالاتفاق مع الطفل على تحديد وقت يومي لاستخدام وسائل التقنية، واستثمار ما تبقى من اليوم في ألعاب حقيقية تفاعلية مع أسرته وأصدقائه.
الأجهزة الذكية تضعف قدرات الأطفال
كشفت دراسة أجريت بإحدى مدارس نيويورك عام 2016 عن الآتي:
يعانون من صعوبات التعلم مثل:
- صعوبة القراءة
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
يعانون من صعوبة بالحركة مثل:
- عدم القدرة على التوازن أثناء السير
- مشكلات أخرى مع العينين واليدين.
المصدر: «ديلي ميل»