لا شك أن الزائر لمعرض الرياض الدولي للكتاب المقام حالياً سيلاحظ الكثير من الزوار لا يهمه سوى الشراء بعيدا عن الكم والكيف! ولعلي أنتهز هذه الفرصة معرجاً على أهمية القراءة وأنواعها. فمن كان يعتقد ويشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات فهو مخطئ، وسيضع نفسه على جرف هار من التخلف، وإن كان متخصصا فقد يجد نفسه على شواطئ المعرفة القديمة التي عافها الزمن وأصبحت من الماضي في ظل هذا التسارع الهائل في تدفق المعرفة وتراكمها بشكل عجيب.
نعم القراءة هي وحدها من تجعلنا على اطلاع مستمر ومواصلة الركض لنصل إلى ما وصل إليه من سبقونا علمياً وصناعياً، فهي مفتاح العلم والطريق إلى الصناعة والتقدم التكنولوجي، وللتفوق وللثقافة ولجميع المجالات العلمية والعملية، فعلينا ألا نبخل بأي جهد يتطلبه توطين القراءة في حياتنا اليومية، فالمسألة ليست ترفيها بالتسوق واقتناء الكتب في مكتباتنا الشخصية، ولكنه مصير أمة ومصير كل فرد يريد أن يصل إلى مبتغاه.
ولأجل هذا لابد من توفير الكتاب المناسب، وما أسهله في هذا الوقت، والأهم من ذلك إيجاد الوقت والمكان المناسبين للقراءة، وكذلك معرفة الهدف الذي نقرأ من أجله، فهل نقرأ للفهم أو الحصول على معلومةٍ ما، أم للتسلية والترفيه عن الروح وملء وقت فراغنا فقط؟.
وقد صنّف كثير من العلماء القراءة إلى أنواع، فمنها القراءة السريعة، ولا يخفى على الكثير أهمية هذا النوع من القراءة، حيث نسمع من فترة لأخرى عن انعقاد دورة هنا وهناك في القراءة السريعة، وذلك لأهميتها خصوصا في زمننا هذا، ومن أنواع القراءة هناك ما يسمى بالقراءة الاستكشافية، وهي فحص مقدمة الكتاب ومحتواه وفهرسه لمعرفة موضوع الكتاب، وهنا ما يجعلنا نختار الكتاب المناسب لنا، فقد يكون ما يختاره زيد لا يناسب سعد والعكس صحيح، وهناك أيضاً القراءة الانتقائية والتي تعنى بالتدقيق والقراءة المتأنية، وهي تختص بالكتب التخصصية أكثر من غيرها، وهناك نوع أعلى درجة من القراءات، وهي القراءة التحليلية، وأعتقد أنها تختص بالكتب التي تحتاج إلى النقد والشرح والتفصيل.
فدعونا نقرأ لنرتقي بأفكارنا بتعاملنا مع الآخرين، لنلحق بمن سبقونا، فنحن أمة اقرأ، ونحن أولى بالقراءة من غيرنا، ولنختر الكتب المفيدة التي تساعدنا على تحقيق رغباتنا، وأولها كتاب الله «القرآن الكريم»، لنبدأ به، ومن بعده كثير من الكتب التي يجب علينا اختيارها بعناية لنستفيد منها ومن أفكار كاتبيها.