لا أحتقر وأبغض في مشواري الإعلامي البسيط، أكثر من فئة الكُتّاب المُتسلقين، الذين قذفت بهم بالونة مواقع التواصل الاجتماعي، وطيّرتهم إلى الأعلى، وهم في حقيقتهم ليسوا أكثر من بالون وهواء.
فئة الكُاتب البالون تلك، نعرفهم جيدا نحن المشتغلين في الوسط الكتابي والإعلامي.
والمضحك في الحكاية، أنه حتى شريحة كُبرى من القراء والمتابعين يعرفونهم جيدا، بسيماهم، وغُثائهم، وغثاهم.
السؤال المُرّ الذي يحكّ الرأس بشدة هو: لماذا نحتقرهم ونُبغضهم؟
والإجابة بالتأكيد ليست حسدا لهم على المكانة التي بلغوها بطرق ملتوية ومكشوفة للكل، لأن الزمن كفيل بمحو أسمائهم ومكاناتهم الوهمية، كذلك ليس لنسبة المتابعين لهم في مواقع التواصل، فمنهم من دفع من جيبه واشترى مئات الآلاف من المتابعين الوهميين، والكل يعرف قصصهم المخجلة في ذلك، ولكننا نبغضهم ونحتقرهم جدا، لعزفهم الدائم على وتر هموم المجتمع، وهم الكاذبون.
أسوأ ما يمكن أن تقترفه ككاتب صحفي، يُفترض فيك الصدق والأمانة، هو أن تأخذ قضايا الناس البسطاء جسرا لذاتك أنت وليس من أجلهم.
كُتّاب كُثر نعرفهم بقضّهم وقضيضهم، أشغلونا بحكاية الهم العام، والانحياز إلى قضايا الناس، ثم ما لبثنا أن رأيناهم يتبوؤون مراكز ومناصب في جهات، ووزارات، ودوائر، ومجالس بلديّة، كانوا ينتقدونها بدافع مصلحة المواطن، وما علم هذا المواطن البسيط، أنه كان مجرد خيوطٍ في لعبة عرائس، يحرّكها كاتبٌ أفّاق، حقق من خلالها ذاته، ورمى بالبسطاء خلف ظهره.