في زحمة البرامج الرياضية الفضائية المعتمدة لمنافسات دورة الخليج المقامة هذه الأيام على أرض اليمن السعيد، يبقى المشاهد هو الحكم، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يعطي الرأي الفصل في البرنامج الأكثر تأثيراً.
ولأنني أحد هؤلاء المشاهدين، ولكوني قد تابعت كل هذه البرامج التي تقدمها الفضائيات الخليجية، فإن أكثر ما شدني هو ذلك البرنامج الحواري المنوع الذي تقدمه قناة ـ دبي الرياضية ـ وأطلقت عليه اسم "ليالي الخليج" ويقدمه الزميل الإعلامي القدير عدنان حمد.
برنامج ليالي الخليج يقدم لنا "خليجي 20" برؤية مختلفة تقول لنا إن الرياضة فن وحب وصفاء، وأن لقاءات الأشقاء يجب أن تبقى على الدوام بعيدة عن تداعيات المكسب والخسارة، وأن روح المودة، والروابط القوية التي تجمع أبناء الخليج هي المكسب الحقيقي.
في كل ليلة من ليالي الخليج يجبرني برنامج "ليالي الخليج" على أن أغير رأيي وأنضم إلى أولئك المطالبين باستمرار دورة الخليج، طالما كانت البرامج الرياضية تحمل هذا المفهوم الجميل للرياضة الذي تقود لواءه قناة دبي الرياضية بفضل ما يملكه مديرها الإعلامي الإماراتي القدير راشد الأميري من خبرة وفلسفة لا يجاريه فيها أحد.
ولذلك لم تغب قناة دبي عن الحدث، بل كانت وسط الحدث، فالأستوديو التحليلي حضر بأفضل المحللين المتميزين والمحايدين، والمعلقون تواجدوا وعلى رأسهم "شيخهم" علي حميد، والنقد الصريح البعيد عن التجريح كان موجوداً على طاولة المحللين والنقاد، ولكنه جاء بلغة راقية، هي لغة قناة المشاهير.
لم أكن يوماً ضد دورة الخليج، أو ضد بقائها، فهي التي عرفتنا على العالم، ومنها وبفضلها قدمنا أوراق اعتمادنا لبطولة كأس أمم آسيا، ولبطولة كأس العالم، ولكنني أرفض هذا التعاطي الإعلامي مع دورة الخليج، والذي يحسسنا دائماً وكأننا في معركة حربية لابدّ فيها من منتصر بلغة الحروب.
كما أن "بعض الإعلام الخليجي" صوّر دورة الخليج لمن هم من غير أبناء الخليج، وكأننا دول مغلقة الحدود، وليست دول ألغى فيها قادتنا كل الحواجز، وأصبح مواطنوها يتنقلون في ما بينها بالبطاقة الشخصية التي نحملها في جيوبنا، فهل بعد كل هذا الذي فعله ملوكنا وشيوخنا، ألا نستحي؟
ويمكن القول إن الإعلام الخليجي بشقيه الفضائي والورقي "شوّه" تجمعاتنا الخليجية الرياضية، وخصوصاً في دورات الخليج، وهذا ليس وليد دورة "عدن"، وإنما يعود إلى دورات سابقة، ربما تكون أربع أو خمس دورات مضت، وهؤلاء في رأيي هم الأعداء الحقيقيون لدورة الخليج.
لكن، ومع ذلك فقد فعل أشقاؤنا في اليمن لدورة الخليج ما يفوق إمكانياتهم وخبرتهم، وبرهنوا على تفوق في التنظيم، جعل شخصية رياضية خليجية مثل الشيخ أحمد الفهد يبدي حماسة كبيرة لتقديم اقتراح لدول مجلس التعاون يتضمن قبول مشاركة اليمن في كافة البطولات الرياضية الخليجية بعد نجاحها في تنظيم خليجي 20.
نعم، تستحق اليمن أن تكون ضمن بطولاتنا الخليجية، لأنها قدمت لنا لوناً جديداً من ألوان كرة القدم، ومشهداً قلما نشاهده في أي مكان، نقلته لنا صور القنوات الفضائية للجمهور اليمني الذي ملأ مدرجات ملعبي البطولة، وساند جميع المنتخبات المشاركة في لوحة حضارية زاهية.
ما قلّ.. ودلّ
* أكثر ما أخشاه على منتخبنا هو تدخلات السيد بيسيرو وتصرفاته الغريبة، التي إذا ما استمرت في المباراة المقبلة أمام الأشقاء الإماراتيين، فقد نحجز أول رحلة تقلع إلى الرياض، بدلاً من أن نحجز مكاننا في المباراة الختامية.
* طارق ذياب، نبيل معلول، خالد الشنيف، ثلاثة أسماء جميلة لبست قميص الأهلي في فترات مختلفة، تمثل اليوم أقطاب التحليل الرياضي في الدوريات العالمية الكبرى، كالدوري الإنجليزي والإسباني، وأبطال أوروبا، وكأس العالم.. إنه الكبير الذي يكتشف الكبار.
* مهند عسيري "ولد في عدن" انتظروه في أحد أندية المقدمة في فترة التسجيل الثانية في يناير المقبل.
[email protected]