حتى تضمن نجاح فكرة أو مشروع ما، فلا بد من توضيح أهدافهما الحقيقية، مخرجاتهما، الصعوبات والصدمات التي قد تصادف عملية التنفيذ فتعطل العمل بهما لفترات غير معلومة. كل هذه الإيضاحات ستكون بمثابة خارطة الطريق لك كصاحب فكرة، وللمنفذين الذين سينصب جهدهم على تحقيق مستوى نجاح عالٍ مع تلافي الإخفاقات قدر المستطاع، هذا إذا كانت مخرجات المشروع أو نجاحاته تعود عليك وبعض المحيطين بك، ويختلف الوضع إن كان المشروع بحجم برنامج التحول الوطني 2020 الذي يعتبر عاملا قويا ومهما في تحقيق رؤية المملكة 2030، فهو هنا يهم ويؤثر في مجتمع كامل، وإن كانت أهدافه واضحة إلا أن البعض يحتاج فهما أكثر وتدريبا أيضا على خطوات التنفيذ مع تهيئة البيئة بما تحتاجه من وسائل وتقنيات مساعدة، هناك بعض الوزارات والهيئات بدأت فعليا في عملية مناقشة البرنامج مع منسوبيها، لكن مع تباعد المناطق الأمر يحتاج إلى ورش عمل أو حلقات نقاش في نفس هذه المناطق لاستيعاب وفهم أكثر، وحقيقة أقولها أن من قرأ أو اطلع على أهداف البرنامج وخططه سيتفاءل أن الأمر ليس بالضبابية أو الخطوات الصعبة التنفيذ، بل تشعر مع وضوحه بمتعة القراءة والحماس للمناقشة وطرح الأفكار التي تحسبها من وجهة نظرك قد تسهم في طرح حلول جوهرية قد تساعد في عملية التنفيذ، وقد تكون كذلك متى وجدت البيئة المناسبة التي تحفز على المناقشة والحوار بعض أهداف برنامج التحول الوطني تحتاج شركاء في عملية التنفيذ وهم خارج منظومة العمل الحكومي، وقد نتساءل هل فعلا ستستجيب هذه القطاعات لعملية التشارك؟ أم أنها لن تلقي بالا للأمر؟ وفي حال حدث التنصل، أليس من إجراء قوي يجبرها على القيام بدورها، لأن البرنامج يستهدف المواطنين جميعهم، ونجاحه وما يترتب على تحقيق أهدافه مسؤولية الكل، لأن الثمار إن قطفت في النهاية فالجميع سيتقاسمون الحصص، لكن من تعود على الحصول على الغنيمة دون جهد لن يثمّن تعب الغير، وستظل الأنانية هي الغالبة على كل تحركاته، لذا لا بد من ميثاق يعقد وتتحمل كل الأطراف عملية إنجاح المرحلة القادمة، لأنه يترتب عليها مستقبل وطن وحياة أجيال قادمة، من حقها علينا أن نحافظ على مكتسبات الوطن، وننميها بما يكفل لنا تجنب الأزمات، ونسعى بهمة إلى تنويع مصادر الدخل، لتكون رافدا اقتصاديا قويا لا يتأثر بتقلبات العالم أيا كان نوعها.