السلبية والخمول وعدم المشاركة وضآلة التحصيل الدراسي لبعض المتعلمين من الظواهر السلبية التي قد يتفق عليها عدد من المعلمين والتربويين، كما يلاحظ على بعض الطلاب في مؤسساتنا التعليمية.

فنجد طلابا شاردي الذهن عديمي التركيز غير قادرين على المشاركة، ونجد طلابا كذلك لديهم نوع من الملل والضيق والتذمر المستمر والكراهية للدراسة والمذاكرة، والنعاس داخل القاعات التعليمية وفِي الفصول الدراسية، وكذلك طلاب لا يقومون بحل الواجبات ولا يستعدون للدروس الجديدة ولا يراجعون الدروس السابقة. ويرجع ذلك في نظري وحسب تجربتي في هذا المجال إلى أسباب عدة معقدة ومتداخلة فيعود بعضها إلى فسيولوجية الشخص، وما تكون لديه من العوامل الوراثية، وبنيته الجسمية، والقدرات العقلية، ومستوى الذكاء، أو العلل والأمراض الجسدية والنفسية المختلفة.

وهناك أيضا عوامل خارجية بيئية ومجتمعية، قد تسهم في إخفاق وتراجع مستوى المتعلمين، ومن أمثلتها: اضطراب العلاقات الأسرية، وممارسة العنف الأسري على الأطفال، وضغوطات المجتمع الخارجي والبيئة المحيطة، كالعادات السيئة، منها على سبيل المثال، إسقاط هيبة المعلم، والاستهزاء والسخرية من الشخص المجتهد والجاد، ومحاربة الإبداع بين الأقران أو في البيئة الخارجية، وعادات المتعلم السلبية في حالة الاستذكار وحل الواجبات والمشاركة الصفية، مثل عدم حل الواجبات أو التأخر في حلها، وعدم المذاكرة المستمرة، والمذاكرة (فقط قبل يوم الاختبار بفترة وجيزة)، والانزواء داخل قاعة التعليم أو الفصل وعدم المشاركة والإجابة على أسئلة المعلم، والانشغال بوسائل التقنية الحديثة فيما لا يعود بالفائدة والنفع على المتعلم، ومنها السلوكيات السلبية والمنفرة من بعض المعلمين، مثل العصبية والغضب المستمر، واحتقار الطلاب، وإيقاع العقاب البدني أو النفسي على المتعلم، وعدم مراعاة مشاعرهم وظروفهم، وكذلك عدم مراعاة الفروق الفردية. وهناك من الأسباب كذلك التي قد تسلب إيجابية المتعلمين وتكرس لديهم السلبية فتجعلهم متثاقلين، كارهين للتعلم والتعليم، وجود البيئة التعليمية غير المُهيأة بالشكل الملائم، مثل ازدحام المتعلمين في الفصول أو القاعات الضيقة أو الصغيرة، وعدم وجود الساحات والملاعب الملائمة، وعدم نظافة المكان ودورات المياه بالشكل المطلوب، وافتقاد المكان إلى وسائل الترفيه، وعدم إشراك الطلاب في النشاطات والمهام التعليمية، وعدم دراسة متطلباتهم واحتياجاتهم، والإخلال في مراقبة السلوكيات الخاطئة الصادرة من بعض الطلاب المشاكسين، وعدم تفعيل دور الإرشاد الطلابي، وعدم تحمل بعض المعلمين لدوره التربوي بزرع الثقة في نفوس طلابه، وعدم بث روح التفاؤل والتنافس لديهم وعدم زرع الخصال الحميدة لدى المتعلمين، والتقصير في التوجيه والنصح والإرشاد، وعدم تعليم الطلاب طرق التركيز والمذاكرة الصحيحة، وعدم التوجيه بالحسنى واللين، وعدم بناء علاقات أخوية مع الطلاب. كل ما ذكر أعلاه، وغيره مما لم أحط به علما، ولم أذكره في هذا المقال، من العوامل المختلفة، قد يؤدي إلي ما لاحظناه ويلاحظه كل معلم وتربوي، من سلبية المتعلمين وإخفاقاتهم، ودورنا كمعلمين وتربويين هو دراسة هذه الحالات ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، والإخلاص في العمل، فكما نطالب أبناءنا الطلاب بالتركيز والعمل الجاد، يجب علينا نحن التربويين التركيز في أعمالنا ودراسة الحالات المختلفة.