أعلن رئيس وفد المملكة إلى مؤتمر الدول المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي الأمير خالد الفيصل، أمس، عن توجيه خادم الحرمين الشريفين، بدعم الصندوق بمبلغ 20 مليون دولار (75 مليون ريال) لمكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية.




أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس وفد المملكة لمؤتمر الجهات المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي، الأمير خالد الفيصل، عن تبرع المملكة بــ20 مليون دولار (75 مليون ريال) للصندوق.


حماية الموروث الثقافي

قال مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل خلال الاجتماع الذي عقد أمس بفرنسا برعاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «يطيب لي في البداية أن أتقدم بالشكر للقائمين على هذا المؤتمر، والذي يتزامن انعقاده مع تحديات تواجه العديد من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط، تتمثل في المحافظة على موروثها الثقافي والتاريخي الذي يتعرض للتدمير والاتجار غير المشروع، مما يمثل خسارة كبيرة لهذا الموروث». ونوّه الأمير خالد في هذا الصدد بالمبادرة الإماراتية الفرنسية وما تقوم به منظمة اليونيسكو لحماية التراث العالمي، مضيفا «أن المملكة العربية السعودية تشارك الجميع إدراك حجم هذه المشكلة وأبعادها التدميرية على الموروث التراثي والثقافي العالمي، وتؤكد على أهمية تكاتف الجهود وتضافرها في التصدي لهذا التحدي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للمحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للأمم والشعوب التي تعاني من الصراعات». وأعلن الأمير خالد الفيصل عن تبرع المملكة للصندوق، قائلا «من هذا المنبر أعلن أمامكم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ورعاه ـ وجه بأن تدعم المملكة العربية السعودية إنشاء الصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في أوقات النزاع المسلح بمبلغ 20 مليون دولار، والمملكة ترحب بأن يكون لها تمثيل في مجلس هذا الصندوق». وأكد الفيصل «أن المملكة على ثقة تامة بأن إنشاء هذا الصندوق سيسهم في المحافظة على الموروث الحضاري والثقافي العالمي»، مختتما بالإشادة بحسن الإعداد والتنظيم، متمنيا للمؤتمر النجاح والتوفيق.







تمويل وقائي

يساهم الصندوق الذي وافقت 40 دولة على إنشائه في تمويل العمليات الوقائية والطارئة ومكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية الثقافية، والمساهمة في ترميم الممتلكات الثقافية التي لحقت بها الأضرار، وقد دعمت فرنسا الصندوق بـ30 مليون دولار، كذلك الإمارات بـ15 مليون دولار.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد وجه الأمير خالد الفيصل، بترؤس وفد المملكة، لحضور أعمال مؤتمر الجهات المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في أوقات النزاع المسلح، الذي انطلقت أعماله في فرنسا أمس.

يذكر أن المملكة العربية السعودية تشغل كرسيا في مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع للصندوق، الذي جاء تأسيسه كأهم مخرجات المؤتمر الدولي «للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر»، في إطار مبادرة الشراكة الدولية التي دعا إليها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، الذي استضافته أبوظبي على مدار يومين، وانبثق عنه «إعلان أبوظبي» الذي أوصى بتأسيس صندوق عالمي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في فترات النزاع المسلح.