جون باتشلر
يتساءل بعض المراقبين عن الكيفية التي سيتعامل بها التحالف الدولي، في حال تم القبض على زعيم تنظيم داعش المتشدد أبي بكر البغدادي، في وقت نشرت وسائل إعلام محلية وعالمية تقارير عن هرب الأخير من الموصل ولجوئه إلى منطقة أخرى، ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم.
يعتقد البعض احتمال وجود «إبراهيم البدري» المكنى بالبغدادي، في مكان ما على الحدود السورية، وتحديدا بين منطقتي الهجين السورية والبعاج العراقية، فيما تواصل القوات العراقية تقدمها في الأحياء الموصلية المتبقية تحت سيطرة هذا التنظيم.
لقد سألتُ مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شؤون الإسلام، سيباستيان جوركا، عن توقعاته بشأن مصير البغدادي، فأجابني أنه لو كان الأمر بيده، فإنه سيسعى إلى اعتقاله ومحاكمته أمام محكمة فيدرالية أميركية، مقيدا ومرتديا بذلة برتقالية، إذ إن هذا الأمر مفيد، ليس بسبب كمّ المعلومات الاستخباراتية التي يمكن استخلاصها من البغدادي خلال التحقيقات، بل للفوائد المعنوية العسكرية الكبرى التي يمكن أن تنعكس فيما لو وضع زعيم التطرف العالمي داخل قفص، مقيدا بسلاسل.
إن الحرب ضد «داعش» أقرب ما تكون إلى الحرب التي شنها الرومان ضد المصارع المتمرد سبارتاكوس، فقد تم صلب 6 آلاف من أتباعه المهزومين دون العثور على سبارتاكوس نفسه، وبعد ألفي عام، تواصلت تلك الممارسات الوحشية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، بدءا من المذبحة الأميركية قبل قرابة قرن، ووصولا إلى «داعش» اليوم، في وقت لا تعدّ هذه الطريقة العسكرية لهزيمة التنظيم مجديةً، وليس لها أي مصداقية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
إن عملية إعدام ملايين الأشخاص تحتاج إلى ملايين الدولارات، ولذلك كانت النتيجة أن حلفاء واشنطن في السابق أشرفوا على معسكرات الاعتقال، وبعدها لم تكن هناك وسيلة لمحاكمة الجميع، لتبدأ الحرب الباردة كنتيجة حتمية.
وفي ذلك الوقت، تم إعدام قادة نازيين، وأفلت من العقاب عشرات الآلاف الموالين لهتلر، ممن ارتكبوا جرائم من حكم العدالة، وفي حال تم إلقاء القبض على البغدادي وقيادته، واختفاء الآلاف من اتباعه، فإن قتلته أو المتعاطفين معهم سيغيرون مساراتهم للاختلاط مع سكان الشرق الأوسط أو الهجرة إلى أوروبا.
إن الطريقة الوحيدة لمواجهة وإعادة تأهيل وإصلاح عناصر تابعين لـ«داعش»، تتحقق في ظل دول عربية مسالمة ومستقرة، وخلال ثقافة إسلامية معاصرة، بعد أن تتم محاكمة البغدادي أمام مرأى العالم، ليتردد صدى محاكمته حتى سنوات طويلة.
موقع ديلي بيست الأميركي