دهم مرض التليف الكبدي 3 أطفال أشقاء من أسرة واحدة في بني مازن بمنطقة عسير، مما شكل معاناة كبيرة لهم ولذويهم، خاصة بعد وصول المرض إلى مراحل متقدمة، فكانت البداية مع فراس «9 أعوام» الذي أصيب بالمرض بعد ولادته بـ4 أشهر، وأصيب بعده شقيقاه الأصغر منه: فهد «3 أعوام»، وسلمان «11 شهرا»، بعد ولادتهما في المدة الزمنية نفسها، وفيما خضع الابن الأكبر فراس لزراعة كبد، وعاد إلى حياته الطبيعية، ظل فهد وسلمان فريستين للمرض.


4 أشهر

يقول أحمد يحيى المازني «والد الطفل» لـ«الوطن»، إن «المعاناة بدأت بعد مرور 4 أشهر على ميلاد»فراس«، عندما أصيب بتليف كبدي، وتم التحويل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وأعطي أدوية لحين علاجه في الخارج، وبالفعل تمت الموافقة على علاجه في مستشفى هوستون بولاية تكساس الأميركية، ولكن لسوء الحظ جاءت الموافقة في اللحظة التي أدخل فيها والدي مستشفى عسير بعد مرض ألم به، فاخترت البقاء مع والدي».


مرض الطفل الثاني

تابع الأب قائلا «حينما كنت أبحث عن علاج أو موافقة للسفر لابني فراس، كان شقيقه الأوسط فهد»3 أعوام«، في عامه الثاني، ويحمل المرض نفسه الذي دهمه في شهره الرابع، وبدأنا نراجع المستشفى التخصصي بالرياض، ولكن جل اهتمامي كان بالابن الأكبر، نظرا لتقدم المرض وخطورته على حياته، وفهد الآن يتناول أدوية مصروفة له من المستشفى على أمل وجود متبرع له، أو علاج له في الخارج، خصوصا أنه مصاب بتضخم في الطحال ولا يستطيع النوم ليلا».





مرض الطفل الثالث

أوضح والد الطفل أنه رزق قبل أقل من عام بطفل ثالث أسماه «سلمان»، عمره الآن 11 شهرا، ولكن بعد وصوله إلى الشهر الرابع، وهو التوقيت نفسه لإصابة شقيقيه، أصيب كذلك، وهو الآن في وضع أشد صعوبة، ولكنّ جل اهتمامنا كان البدء في علاج شقيقه الأكبر، إنني أتطلع أنا وزوجتي لرؤية جميع أبنائنا سالمين أصحاء».


انتهاء الوقت

أضاف الأب «بعد مضي أسبوع توفي والدي، وأقمنا العزاء، وبعد ذلك سافرت بابني إلى مستشفى الملك فيصل بالرياض، لمحاولة استئناف الموافقة على العلاج بالخارج، والتي تمت سابقا، ولكن المستشفى رفض وكان رده أن الوقت انتهى، حينها تأثر خال أولادي الذي كان يرافقني، وأعلن تبرعه لابني الأكبر بجزء من كبده، وتمت الزراعة منذ شهرين، وتكللت بالنجاح ولله الحمد، والآن فراس يدرس في الصف الأول الابتدائي ويمارس حياته الطبيعية».


خمول وإعياء

كشف الأب أن»أبنائي تنتابهم حالات خمول كبيرة، وعدم نوم، إضافة إلى قلة الأكل -رغم حاجتهم إليه- ولذلك لم تعرف أعيننا طعم النوم، فلا يمكن أن ننام ونترك أطفالا بهذا السن ساهرين، بسبب المرض الذي يعانونه، والإعياء الشديد الذي يسيطر عليهم«.


حلم الشفاء

أكد والد الأطفال الثلاثة، أنه يحلم بعلاج أبنائه، ولكن ليست له حيلة في الأمر، يقول»أتمنى أن أوفر لهم العلاج أو السفر من أجل ذلك، ولكن أنا عاطل عن العمل، وليس لدي أي دخل شهري، ولا أحصل على إعانة من الضمان أو غيره، والظروف تحول دون تحقيق حلم شفاء أطفالي».