أحب متابعة خالد العامري في السناب شات؛ لأسباب عدة يعرفها من يتابعه، وليس هناك من داعٍ لذكرها. خالد لمن لا يعرفه شاب إماراتي والدته أسكتلندية وهو يعكس مزاجا ثقافيا فريدا.
عادة هو يبدأ نقاشاته بجملة «لا تحكم عليَ»، ولمن عاش في المجتمع الغربي يعرف أنها عبارة شائعة جدا، يستعملونها لإيقاف من يحاول رد حجتك بما يتوهم أنه يراه في شخصيتك، ويعتقد أن باستخدامه ضدك يستطيع أن ينتصر عليك.
في ثقافتنا العربية نحن طيبون جدا ومهذبون أيضا؛ لأننا نرد عادة على مثل هذه الأحكام بقولنا شكرا وجزاك الله خيرا، في الوقت الذي يجب أن نرد عليهم بـ«لا تحكم عليَّ».
لا شك أن مثل هذه الأحكام قد تؤثر في الشخص حتى لو كانت مدحا؛ لأنها قد تعطيه تصورا غير حقيقي عن إمكانياته، والأسوأ بالطبع عندما تكون شتما وانتقاصا من إمكانيات وقدرات شخص، خاصة إذا صدقها أو ظل يدور في سجنها متألما.
في وسائل التواصل منحة ربانية اسمها الحظر؛ تمكنك بسهولة من حذف هؤلاء المشغولين بالحكم على الناس، لكن في الواقع للأسف لا يوجد؛ لذا لا بد أن تشجع نفسك ولا تعتقد أنه قلة تهذيب أن تقول لهؤلاء ابتعد عن شخصيتي، أو لا تملك حق الحكم عليَّ؛ كما يفعل خالد الذي يحكي لنا مواقف عجيبة تحدث له وتصدمه لكنها لا تقتله.
خالد أحيانا يصبح غاضبا جدا من قضايا معينة، خاصة عندما يشير أحد إلى أن الفتاة السمراء غير جميلة، ربما لأنه يشعر أنه مقصود لكون زوجته سمراء؛ فيبدأ في إلقاء محاضرة حول اختلاف أذواقنا، وأن ذلك يجعل من تحديد الجمال بلون أمرا سخيفا جدا، فهو رغم البياض الذي ورثه من والدته يرى السمار جمالا مميزا.
في الحقيقة إن زوجة خالد تعاني أيضا من البهاق، وهي كاتبة شجاعة وملهمة، دفعتني هي وخالد إلى التفكير في كونهما نموذجين عميقين جدا في وسط صوت عالٍ للسطحية، ومع ذلك يظهران في كل مرة بابتسامة جميلة وهما يشاركاننا بداية عشاء يأخذها إليه بعيدا عن أطفالهما.