يروج البعض لمفهوم الإرهاب الإسلامي ويتناسون الإرهاب العالمي الذي لا يمكن أن يوصف به دين سماوي أو عقل فطري إنساني، وإنما يوصف به من قام به وآمن به، بل إن لم يؤمن به لأنه ارتكب جرما تنكره الشرائع السماوية، وترفضه العقول البشرية السوية والقوانين الأرضية الوضعية التي وضعها العقلاء لصيانة المجتمعات من الظلم والاعتداء فيما بينها، وعلى بعضها الظلم والإرهاب محرم في جميع الأديان السماوية ولدى أصحاب العقول الإنسانية السوية.
ومن هنا فمن الظلم الكبير قول البعض الإرهاب الإسلامي، بعضهم يرفعه شعارا وتشهيرا للإسلام، وهم أعداء الإسلام من الخارج والداخل، وبعضهم يردده كالببغاء من غير قصد أو سوء وإساءة للإسلام والمسلمين، وفي كلا الحالين أرى أنه لا يجوز نسب الإرهاب للإسلام أو إلى أي دين سماوي حنيف، وإنما ينسب لمن قام به حصرا، سواء آمن به أو لم يؤمن به.
ومن العجيب والغريب أن يوصف دين سماوي بالإرهاب، لأن الدين جاء من الله -العلي القدير- وهو الحق والعدل، فكيف يحق أو يعقل أن يشرع الله تعالى ما يخالف ما تسمى واتصف به جل في علاه، فلو قال قائل مثلا هذا مسلم إرهابي، فنقول نعم قد يكون كما تقول لأن المسلم كغيره من باقي أصحاب الأديان والعقائد والأفكار السماوية وغير السماوية غير معصوم من الخطأ والزلل والعصيان، وهذا لا يختلف عليه اثنان، ولا تنتطح عليه عنزتان، ومن هنا أقول على الجميع الانتباه لما يقولونه، وأن يمتنعوا عن نسب الإرهاب للإسلام، خاصة الوعاظ والكتاب ووسائل الإعلام المختلفة، لأن هذا هو الحق الذي لا يمكن الانحراف عنه والخروج عليه.
وأقول للمغرضين كيف يصح أن يوصف الإسلام بالإرهاب، والإسلام يسمح بإعطاء الصدقات العامة لغير المسلمين، ويأمر بحسن الجوار ومساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين ولو كانوا غير مسلمين، فوصف الإسلام بالإرهاب فرية العاجزين الحاقدين.