أدى غياب التشريع المخصص لإدارة «النفايات الإلكترونية» في المملكة، وعدم وجود «إستراتيجية متكاملة ومستدامة» للتعامل مع الإشكالية، إلى تحولها لعبء كبير على صحة الإنسان والبيئة في آن واحد.
وأشارت مصادر في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ«الوطن»، إلى تفاقم أزمة النفايات الإلكترونية في المملكة، مؤكدة أن التعامل الحالي مع المشكلة يشوبه كثير من الخطورة، نظرا لطبيعة هذا النوع من النفايات.
وذكرت المصادر أن الشركات المحلية المتخصصة في جمع وفرز وتدوير «النفايات الإلكترونية» من الأجهزة «الكهربائية والإلكترونية» غير كافية لاستيعاب أعدادها الكبيرة.
تحديات رئيسية
أكدت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة على تزايد تصاعد مشكلات «النفايات الإلكترونية» مستقبلا مع استمرار التقدم في مجال الإلكترونيات، وزيادة الاعتماد عليها، لرخص ثمنها وحتمية استبدالها، مشددة على ضرورة التخلص
منها بطريقة آمنة.
المرادم الآمنة
وشكل عدم توافر لـ«مرادم البلديات الآمنة»، أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الجهات المعنية في هذا الأمر، كون تأسيسها يتم وفقا لأحدث التقنيات التي لا تؤدي إلى الإضرار بمفاصل «البيئة العامة»، خاصة المائية منها، ناهيك عن صحة الإنسان.
كما توجد 3 طرق لتعامل الجهات المختصة مع «النفايات الإلكترونية»، الأولى العمل على إعادة تصديرها للخارج كمنتجات مستعملة، فيما الطريقة الثانية تتحدد في تهيئتها من جديد للاستفادة من مكوناتها، أما الطريقة الأخيرة فالقيام بعمليات إتلافها في «مرادم البلديات الآمنة».
خطورة «النفايات الإلكترونية»، تتموضع في تأثيرها المباشر على البيئة، وعلى المياه السطحية والجوفية، فيما لو وصلت تلك النفايات إلى مرادم بلدية غير مبطنة، لاحتوائها على العديد من العناصر الثقيلة السامة، كـ«الرصاص، والزئبق، والكاديوم، والقصدير، والبلاستيك»، وينتج عن حرقها انبعاث كثير
من ملوثات الهواء الضارة.
الآثار الصحية
الملوثات المنبعثة من العناصر السابقة تشكل خطورة مباشرة على صحة الإنسان، ويؤدي تراكمها عبر السلسة الغذائية إلى إتلاف «خلايا الدماغ»، و«ضمور في أنسجة الكليتين»، وتلف كلي في وظائف «الكبد، والمخ، والجهاز العصبي المركزي، ونقص كبير في الهيموجلوبين والأنيميا».
ويفيد أستاذ العلوم البيئية الدكتور طلال عسلي لـ الوطن»، بأن عدم التخلص من «النفايات الإلكترونية» بطريقة آمنة قد ينتج عنه الكثير من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على قدرة الأطفال العقلية والأجنة، مما يسرع من انتشار حالات التخلف العقلي بينهم، وصعوبات التعلم بينهم.
عدد من المواقع المتخصصة في الهندسة البيئية تشير إلى أن خطورة «النفايات الإلكترونية»، تكمن في احتوائها على 1000 مادة مختلفة، الكثير منها ذات مكونات سمية، وأكدت بارتفاع نسبتها عالميا خلال عام 2017 لـ30%.
انعكاسات صحية وبيئية
- تشكل خطرا على صحة الإنسان
- تشكل خطرا على المياه السطحية والجوفية
- انبعاثاتها تتلف خلايا الدماغ وأنسجة الكليتين
- تؤثر على قدرة الأطفال العقلية