واصلت الصحف الصينية تغطيتها الموسعة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين، مشيرة إلى أن حجم الاتفاقيات التي تم توقيعها وتعدد مجالاتها يشير إلى الأهمية الكبيرة التي يوليها البلدان للزيارة، والقواسم الاقتصادية المشتركة التي تجمع بينهما، مؤكدة أن الواقع الاقتصادي العالمي يحتم على البلدين الانفتاح على بعضهما البعض، والبحث عن أرضية مشتركة لتعزيز التعاون.
رؤية مستقبلية واعدة
قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، إن الزيارة التي يجريها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الصين ضمن جولته الآسيوية تعتبر مهمة واستثنائية، حيث بدأت بكين توسيع علاقاتها بدول الشرق الأوسط، وتدرك أن المملكة تعتبر مركز هذه المنطقة الأهم في العالم، وأنها بحاجة لدعم الرياض في استكمال مشروعها العملاق «طريق الحرير»، الذي يربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. وأضافت الصحيفة أن نائب وزير الخارجية الصيني، شانغ مينغ، أكد أن الاتفاقيات التي أجريت بين الجانب السعودي والصيني، يمكنها أن تعزز من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في مجالات الطاقة، والفضاء، والبنى التحتية، والتعليم، وغيرها، في حين أشاد الرئيس الصيني بدور المملكة واصفا إياها بالشريك الدولي المهم. وأوضحت الصحيفة أن بكين تطمح في الشراكة مع السعودية باعتبارها من أقوى الاقتصاديات العالمية، وأهمية رؤيتها الاقتصادية 2030 التي ستقلل من اعتمادها على النفط في مصدار الدخل والتوجه نحو صناعات بديلة.
مصالح متبادلة
قالت صحيفة شينا ديلي إن الزيارة عمقت العلاقات الصديقة بين البلدين، وأثمرت عن توقيع اتفاقات شملت أهم القطاعات الحيوية التي يعتمد عليها البلدان في تنويع مصادر دخلهما بعيدا عن النفط، مثل الصناعات، والاستثمارات المالية، والثقافة، والعلوم الفضائية، والتعليم وغيرها. وأشارت الصحيفة في تقرير مطول إلى أن السعودية اختارت زيارة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لعلمها بأن الرؤية الاقتصادية 2030، تعتمد على تنويع مصادر الدخل، وتشجيع دور القطاع الخاص، وتنمية المواهب عند الجيل الشاب لإيجاد فرص وظيفية أكثر، فيما تتفهم بكين أن الرياض تملك دورا كبيرا ومركزيا في منطقة الشرق الأوسط. وشددت الصحيفة على ضرورة دفع بكين من استثماراتها مع السعودية في مجالات أخرى غير أساسية، مثل قطاع الاتصالات والتعاون في أبحاث الفضاء، ومجالات متنوعة.