تواصلت أمس ردود الفعل الأوروبية المرحبة بفوز الحزب الشعبي الليبرالي الحاكم في هولندا، بالانتخابات التشريعية، وتفوقه على غريمه حزب الحرية اليميني المتطرف. لاسيما أن صناديق الاقتراع أشارت بعد فرز الأصوات إلى أن حزب رئيس الوزراء حصل على 33 مقعدا، بفارق 13 مقعدا على حزب المتطرف فيلدرز الذي حصل على 20 مقعدا. كما حصل الحزب المسيحي الديمقراطي، وحزب الديمقراطيين على 19 مقعدا لكل منهما، بينما حقق حزب الخضر، صعودا لافتا حيث ضاعف عدد مقاعده أربع مرات لتصل إلى 16. وقالت مصادر إن هذه النتائج جعلت الهولنديين ومعهم كثير من الدول الأوروبية يتنفسون الصعداء، بعد مخاوف من صعود جديد لليمين المتطرف يزيد من حدة مخاطر التفكك التي تواجه الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد استفتاء الخروج البريطاني، مشيرة إلى أن هذه النتائج قد تؤثر على نوايا التصويت في الانتخابات التي ستشهدها فرنسا وألمانيا هذا العام، حيث يتربص اليمين المتطرف للانقضاض على السلطة.


التصويت ضد التطرف

رحب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، بالفوز الذي حققه رئيس الوزراء الهولندي، معتبرا هذه النتيجة تصويتا ضد المتطرفين.

وقال المتحدث باسم يونكر في تغريدة على تويتر، إن رئيس المفوضية «تحدث مع مارك روتة وهنأه على فوزه الصريح»، مؤكدا أن هذا تصويت لأوروبا الموحدة، ضد المتطرفين.

من جانبه أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بـ «الانتصار الواضح على التطرف». وقال إن قيم الانفتاح واحترام الآخر والإيمان بمستقبل أوروبا هما الرد الوحيد على الاندفاعات القومية والانطواء على الذات اللذين يهددان العالم.

ارتياح الجالية المسلمة

أبدى الهولنديون المعروفون بتشبعهم بقيم الاختلاف وقبول الآخر، خشيتهم من وصول حزب الحرية إلى السلطة، خاصة الجالية المسلمة التي جعلها رئيس الحزب المتطرف غيرت فيلدرز هدفا له خلال حملته الانتخابية. وبدوره، رحب رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتة، بنتائج هذه الانتخابات معتبرا ذلك «انتصارا على الشعبوية السيئة». وقال إن الهولنديين أوقفوا بتصويتهم هذا المد الشعبوي الذي بدأ مع البريكست في بريطانيا ومن ثم انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة.