تمتد إليك يد بائع أو مضيف أو مضيفة قائلا: «تفضل حلا والحلا يدفع البلا»، فيضعك أو يوهمك أنك أمام حقيقة لا جدال فيها، ويحثك على أن تدفع البلا بالحلا!، وتردد مع الشاعر «فليتك تحلو والحياة مريرة»، وأنت تتناول البلاء أو تدفع مالك سعيدا للحصول عليه!
السكر -حسب تقرير نشر قبل أيام في صحيفة «الرياض»- يعد القاتل الثاني عندنا في المملكة بعد حوادث السيارات، والسكر مع السمنة أخطر من التدخين.
هل فكرت كم ننفق على نصح المدخنين، ولا نكاد نفكر أبدا في نصح السكريين مع أن مشكلات صحية كثيرة تحدث خللا في أجسامنا اليوم، سببها هذه المادة شديدة البياض عذبة الإغراء من الظاهر، لكن أثرها شديد السواد شديد الخفاء!
الأكبر سنا حين يعاني من السكر كمرض، لا يخفى علينا ضرره، وما يترتب من شر «القدم السكري»، وبتر الأطراف، وفقد البصر، وليس هذا الأثر الذي نعلمه جميعا هو الضرر المعروف، بل يخفى علينا الكثير كما قال الشاعر: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة / حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
التأمل في سمنة الناس اليوم، بل أطفال اليوم، وتحول بعضهم في الطفولة المبكرة إلى ما يشبه البرميل، ثقلت الحركة والحياة عليه وهو في بداية انطلاقه، تقودنا إلى فعل السكر الخفي!
والخفي في فعل السكر نكتشفه ببساطة حين نرى نقصا شديدا في الوزن، عند من بدأ في أخذ الأنسولين علاجا لمرض السكر، وهو مفتاح معاناتنا اليوم مع السكر!
الدكتور حسين دشتي، له على «يوتيوب» مقاطع تشرح عمل السكر في الجسم، وكيفية التعامل معه، في أحد هذه المقاطع يحول مع المذيعة وجبات اليوم إلى ملاعق من السكر، وتصل إلى ما يزيد على نصف كيلوجرام تقريبا ملء كأسين! مقررا أن الإنسان يدخل في جسمه سنويا ما يقارب 80 كجم من السكر،
وهي كمية تربك الجسم وتخل بعمل البنكرياس في إفراز الأنسولين.
الفكرة ببساطة، أننا أصبحنا نسرف على أجسامنا باستخدام الكربوهيدرات التي تتحول إلى سكر ويحرق الجسم بعضها وقودا ويحوّل الآخر إلى دهون، وبالتالي فتراكم الدهون أو ما يعرف بالسمنة؛ يبدأ السكر دورته في الجسم في دقائق يفرز الجسم فيها الأنسولين ليقاوم وجود السكر، وتكون كمية الأنسولين متناسبة مع كمية السكر، فالجسم يطارد السكر ويطرده من خلال إفراز الأنسولين الذي يرهق الخلايا فتحمي نفسها منه، ويتسبب هذا في زيادة السكر وصعوبة السيطرة عليه، لأن الخلايا تحصنت من الأنسولين الذي قلّت جودته ومقاومته!
قضية تحول الدهون التي يتناولها الإنسان في طعامه إلى شحوم في الجسم، والأصل أن الجسم يعتمد على الدهون للحصول على الطاقة، علما بأن الدهون لها عمل مهم في الغذاء لأنها تساعد على الشبع أيضا، عكس الكربوهيدرات التي تفعل العكس، وتشعرنا بالجوع بعد وقت قصير.
الجميل في هذا النظام أنه يدعم استعادة النشاط، ومعه يصبح المشي وممارسة الرياضة عمليتان سهلتان جدا، مقارنة بما كانوا عليه.
ليس هذا المقال أكثر من لفت نظر وإضاءة، لتغيير الفكرة السائدة للتعامل مع المشكلات الصحية والتمثيل الغذائي، أو عملية الحرق التي تعرف بالأيض، وتعتمد على عوامل كثيرة، ويمكن زيادتها لخسارة الوزن بشكل سلمي عن طريق التحول إلى النظام الكيتوني المعتمد على الدهون والبروتين نسبة تقدر بـ5% من الكربوهيدرات التي قد يتناولها الإنسان فاكهة أو خضارا.
المعادلة القديمة في الصحة، وتخفيف الوزن، واستعادة النشاط، وزيادة الحرق، وتقليل كمية السعرات الداخلة للجسم، هذه المعادلة استبدلت بتغيير نوعية الغذاء للتحول إلى الشبع بدلا من الجوع، والنشاط عوضا عن الخمول، وأثرها في نقص الوزن سريع، ولها مراحل أربع يشرحها المختصون، ويمكن الحصول عليها بالبحث.
سأختم بالثناء على تجربة الإمارات في حث الناس على إنقاص الوزن واستبداله بالذهب، ولو كنت عزيزي القارئ إماراتيا سيكون النظام الذي يتحدث عنه الدكتور حسن دشتي، ويعمل عليه لسنوات مفتاحك السهل لخسارة الوزن بلا عناء، وكسب الذهب، والأهم منه استعادة نشاطك الذي لم تظن يوما أنه سيعود مع الاعتذار للأغنية الجميلة التي اخترتها عنوانا.