كشف السفير الصيني لدى المملكة، لي هوا شين، أن بكين أعدت العدة لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن رؤساء الشركات الصينية سيعرضون كثيرا من فرص الشراكة على نظرائهم السعوديين، خلال الزيارة التي ستشهد توقيع كثير من الاتفاقات التجارية. وأضاف في تصريحات إلى «الوطن»، بأن الزيارة تجسد العلاقات التاريخية والوثيقة بين الرياض وبكين، كما ستدشن شراكة إستراتيجية جديدة، تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.

وأضاف، أن خادم الحرمين الشريفين سيلتقي الرئيس الصيني، شي جين بينج، لبحث القضايا المشتركة، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الصينيين، إلى جانب الفعاليات الثنائية المتعلقة بالتجارة والثقافة والتعليم. وأشار إلى أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين في مجالات مختلفة، معربا عن ثقته بفي أن الزيارة ستكلل بالنجاح، خصوصا أن البلدين تربطهما شراكة إستراتيجية شاملة، تم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس الصيني للمملكة في يناير 2016.


 


علاقات تاريخية

حسب السفير الصيني لدى المملكة، فإن تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين الصيني والسعودي يرجع إلى أزمنة بعيدة، مبينا أنه خلال فترة حكم أسرة مينج الملكية، أرسى البحار المسلم الصيني، تشنج خه، سفنه في جدة، وانطلق أفراد أسطوله إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما.

وقال إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 21 يوليو 1990، حققت علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين نموا شاملا وسريعا، كما حرص القادة وكبار المسؤولين في البلدين، على تبادل الزيارات وتوسيع مجالات التعاون بشكل مستمر.

واضاف أنه في يناير عام 2016، زار الرئيس الصيني شين جين بينج المملكة، وفي أغسطس من العام نفسه زار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الصين، وحضر قمة مجموعة العشرين في مدينة هانجتشو، كما رأس مع نائب رئيس الوزراء الصيني، تشانج قاو لي، الاجتماع الأول للجنة الصينية السعودية المشتركة رفيعة المستوى، لافتا إلى أن هذا الاجتماع مثل أعلى مستوى من آليات التعاون الثنائي بين الصين والدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.





الاستثمارات بين البلدين

قال السفير الصيني لدى المملكة، إن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين تتزايد بشكل كبير، وإن علاقاتهما الاقتصادية تنمو باضطراد. وأضاف، أن قيمة المشاريع الجديدة الصينية المتعاقد عليها في المملكة وصلت عام 2016 إلى 5.03 مليارات دولار، وحققت مبيعات قدرها 9.48 مليارات دولار، بزيادة 35.1%، ويوجد حاليا 42 ألف شخص من العمالة الصينية في السعودية. وتابع، أن أهم المشاريع المنفذة بين البلدين تمثلت في مجالات التكرير، وخدمات حقول النفط، والبنية التحتية للسكك الحديدية، ومحطات الكهرباء، والاتصالات، وصناعة الأسمنت.




التعاون الاقتصادي

أوضح السفير الصيني أن التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة، بين المملكة والصين شهد نموا سريعا خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 42.4 مليار دولار عام 2016، وبلغت واردات الصين منها 23.6 مليار دولار، فيما بلغت صادرات الصين 18.8 مليار دولار، مشيرا إلى أن بكين هي أكبر شريك تجاري للسعودية، كما أن المملكة تمثل أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وإفريقيا. وقال، إن الصين تستورد من المملكة النفط الخام والمنتجات البتروكيماوية، بينما تصدر إليها المنتجات الكهروميكانيكية والصلب والملابس وغيرها، مبينا أن السعودية تعد من أكبر موردي النفط الخام إلى الصين، إذ استوردت الأخيرة 51 مليون طن من النفط الخام خلال العام الماضي، بما يشكل 13.4% من إجمالي وارداتها النفطية.




إستراتيجيتان متكاملتان

حول رؤية المملكة 2030، ومدى استفادة مبادرة الحزام والطريق الصينية منها، قال السفير لي هوا شين، إن المبادرة تهدف إلى تحقيق التنمية في اقتصاديات الدول، وكذلك تعميق التعاون الاقتصادي الإقليمي، لافتا إلى أن الرياض تقع عند نقطة التقاء القارات الثلاث، مما يسمح بالتكامل بين المبادرة و«رؤية 2030»، مؤكدا أن الجانبين «السعودي والصيني» يعملان حاليا على تحسين الخطط التنفيذية لإيجاد نقاط التقاء بين هاتين الإستراتيجيتين، مؤكدا أن زيادة العلاقات التجارية بين البلدين انعكست في زيادة عدد السعوديين الذين زاروا الصين، إذ أصدرت سفارتها في الرياض وقنصليتها في جدة 50 ألف تأشيرة دخول إلى الصين العام الماضي.


مشاركات إنسانية

أشار السفير إلى أن الشعب الصيني لا ينسى ما قدمته المملكة من مساعدات بعد وقوع زلزال ونتشوان المدمر في مايو 2008، إذ قدمت مساعدات بقيمة 60 مليون دولار، إضافة إلى 1460 منزلا بالهيكل الفولاذي في يوليو، فضلا عن تقديم مبالغ أخرى لمشروع الإنقاذ الطارئ الذي أطلقته الأمم المتحدة لإعادة الإعمار بمنطقة الزلزال. كما خصصت الرياض 150 مليون دولار لبناء الجناج السعودي في معرض اكسبو شانغهاي عام 2010، واختير الجناح الأكثر شعبية في المعرض، وقدمت السعودية الجناح هدية إلى الصين، لافتا إلى أنه مع تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، زادت التبادلات بين الشعبين الصيني والسعودي.




تبادل الثقافات

فيما يتعلق بتبادل الثقافات بين البلدين، قال إن جسور الثقافة امتدت بين الصين والسعودية على مر السنين، لافتا إلى أن جناح الصين كان من الأجنحة الأكثر إقبالا وجاذبية في مهرجان الجنادرية عام 2013، كما حضر وفد سعودي مراسم الافتتاح للدورة العشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب في أغسطس من العام نفسه، فضلا عن مشاركة الجامعات الصينية في معرض التعليم العالي السعودي وحضور الأكاديميين الصينيين كثيرا من الأنشطة الثقافية والأكاديمية.

وأضاف، أنه في العام الماضي حقق البلدان قفزة كبيرة في التبادل الثقافي والإنساني، إذ تم التوقيع على مذكرة التفاهم لتعزيز التبادل والتعاون في مجال التراث الثقافي، كما وقع البلدان «مذكرة تعاون في مجال الترجمة ونشر الأعمال الأدبية والكلاسيكية والحديثة، إضافة إلى البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومتي الصين والسعودية للأعوام2017 - 2021، خلال زيارة ولي ولي العهد إلى الصين، وكذلك أقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية معرض»روائع آثار السعودية عبر العصور» في المتحف الوطني ببكين، في ديسمبر الماضي.


محطات مهمة




1990 بدء العلاقات الدبلوماسية

2006 توافق لإقامة شراكة إستراتيجية

2008 اتفاق لتعزيز التعاون والعلاقات الودية

2009 توقيع 5 وثائق للتعاون في عدة مجالات

2013 اتفاق تعاون في مجالات فحص الجودة والفضاء والاستثمار

2016 الاجتماع الأول للجنة الصينية السعودية المشتركة