أرجعت الجهة المتخصصة في أبحاث التكنولوجيا والبيانات الدولية IDC، في أحدث تقرير صادر لها، ضعف نمو أسواق أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة في المملكة في العام الماضي، إلى تراجع أسعار الطاقة عالميا. وقالت لم تكن السعودية الوحيدة في تراجع أسواق الحاسبات، بل انعكس الوضع الاقتصادي العام على السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموما، التي شهدت هي الأخرى تراجعا في ضعف طلب الشحنات التجارية التي تناقصت في 2016 إلى 10 %.

وقال الخبير في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، عبدالعزيز الهليل، لـ«الوطن»، إن انخفاض الطلب على أجهزة الحاسب الآلي «المكتبية والمحمولة»، يرجع إلى طبيعة الوضع الاقتصادي الذي عايشتها المملكة العام الماضي.

مشيرا إلى أن تراجع الإنفاق الحكومي على المشاريع كان له دلالة مباشرة على انخفاض الطلب على أجهزة الحاسب الآلي، مما أسهم في التراجع، وعدّ ذلك بـ«الأمر الطبيعي».


نمو في 2018

أوضح الهليل أن قطاع تقنية المعلومات بكل مفاصله شهد تراجعا واضحا في العام الماضي، لارتباطه الوثيق بديمومة «المشاريع الحكومية، وتراجع الإنفاق عليها، ويعد ذلك من الأسباب الرئيسية».

وحيال توقعات السوق خلال العام الحالي والمقبل، أبدى الهليل تفاؤلا متحفظا عن النمو خلال 2017، إلا أن النمو سيكون مختلفا في 2018، بسبب إعلان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن 3 مشاريع كبيرة ستعيد النمو لسوق أجهزة الحاسب الآلي.

جملة أسباب أخرى ذكرها الهليل، بشأن أسباب التراجع، تتعلق بتوجهات المستهلكين في التعامل مع أجهزة الحاسبات، كأجهزة «التابلت» و«2N1»، التي تنقسم ما بين حاسبات محمولة وتابلت، مؤكدا أنها استحوذت على حصة كبيرة من السوق في المملكة.


أسعار الصرف

ذكرت IDC أن تقلبات أسعار الصرف وضعف العملة عاملان رئيسيان لتراجع عمليات بيع أجهزة الحاسب الآلي في المنطقة، وأوضحت أن أكثر البلدان تضررا في هذا الصدد هما «مصر ونيجريا»، وأشارت إلى أن يحقق السوق ما بين 2017 -2021 نموا هامشيا نتيجة تنامي تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والتعافي من عدم الاستقرار.وألمحت إلى أن التصنيف العالمي للبيع بقي دون تغيير مع أفضل خمس شركات بائعة في نفس التقييم ونفس مواقعهم في التصنيف في الربع السابق من العام الماضي، في حين أن أفضل 3 شركات موزعة وبائعة، هي: «HP Inc, Dell, و Lenovo»، وتمثل جميعها 73 % من الطلب التجاري لأجهزة الكمبيوتر في المنطقة خلال 2016، والذي يؤكد قرارهم في التركيز على خدمة القطاع التجاري، وعلى العكس من ذلك فإن سوق اللاعبين الرئيسيين الآخرين في المنطقة متركز بشكل كبير على خدمة طلب المستهلكين.





الشحنات التجارية

جاء في سياق تقرير IDC أن شركة HP متقدمة بحصتها في سوق أجهزة الكمبيوتر في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال العام الماضي، بعد زيادة طفيفة في الشحنات التجارية، على الرغم من انخفاض الشحنات التجارية، فيما جاءت Asus وAcer في المركز الثالث والرابع، وكلاهما يشهد نموا سنويا قويا. الملفت أن بعض الدول كالإمارات وجنوب أفريقيا اعتمدت سلسلة مبادرات حركتها حكومتا البلدين، وتهدف إلى نشر النظرة الإيجابية لاقتصاد البلاد، ساعدت على نمو طلب أجهزة الكمبيوتر.