لا أجيد صف عبارات المديح، وطوال 12 عاما من الكتابة الصحفية، لم أفرد مقالا فيه إطراء لمسؤول سوى مرة واحدة، عن الدكتور توفيق الربيعة، عندما كان وزيرا للتجارة.
اليوم، أجدني أعاود تكرار التجربة مع آخر أرى أنه يستحق الثناء، رغم أن ما يقوم به هو واجبه الوظيفي وما تتطلبه طبيعة عمله، لكنه نجح في محو الصورة النمطية عن المتحدثين الرسميين، والتي تقول عن المتحدث: إنه لا يتحدث!
فبعض المتحدثين الرسميين يظنون أن مهمتهم تنتهي عند نشر بيانات مؤسساتهم واستقبالات مسؤوليها، ولو حاول صحفي الوصول إليهم للاستفسار عن شأن يتعلق بوزارتهم، فلا أبالغ إن قلت الوصول إلى الوزير، ربما يكون أسهل من الوصول إلى المتحدث الرسمي!
لذا، يضطر الزملاء في بعض الأحيان إلى طرح تساؤلاتهم في مقال أو تحقيق، لتبدأ بعدها اتصالات المسؤولين وعبارات «التشرّه» لعدم التواصل معهم مسبقا، رغم أن الإجابة لدى المتحدث الرسمي!
ألم أقل إني لا أجيد كيل عبارات المديح، ها أنا نسيت من كنت أود الكتابة عنه، وهو خالد أبا الخيل، المتحدث الرسمي في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
فهذا الرجل أنموذج مشرف للمتحدث الرسمي، حاضر بين الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجيب عن استفساراتهم، ينفي أو يؤكد على الفور ما يتعلق بشؤون وزارته.
أما الجانب الإنسائي المتعلق بالتنمية الاجتماعية، فكثير من رواد «تويتر» يشهدون له بذلك.
لا مصلحة شخصية تجعلني أثني على خالد أبا الخيل، حتى أني لم أقابله يوما، وليس بيننا سوى اتصالات ومراسلات من حين لآخر، تدور في فلك ما أكتبه عن وزارة العمل. لكن من يعرفه، لا يملك إلا أن يؤكد على مهنيته العالية وخلقه الرفيع.
ميزة أخرى في المتحدث الرسمي بوزارة العمل، أنه لا يحاول تلميع صورة وزارته على حساب الحقيقة، بل ينقلها كما هي، حتى إنه في أحيان يقر بواقعية النقد الموجه إلى وزارته، ويعد بإيصال الرسالة إلى مسؤوليها لتصحيح الوضع.
ولولا أنني أعلم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق خالد أبا الخيل -خصوصا بعد دمج وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية- لطلبت منه تنظيم دورة تدريبية لبعض زملائه المتحدثين الرسميين في كيفية التعامل مع الجمهور ووسائل الإعلام!.