الاختلاط، من أجل هذا الاسم سالت دموع، واحمرت عيون، وبكى رجال. عندما تسمعهم يحذرون منه لا يخطر في بالك أبدا أنهم يقصدون الاختلاط في الأماكن العامة!.
طالبوا بعزل النساء عن الرجال في كل مظاهر الحياة، حتى الحرم الشريف لم يسلم منهم. أظهرونا وكأننا أقل الشعوب تربية ودينا وأخلاقا، لدرجة صدّق الناس أن أي اختلاط في مكان عام ستنتج عنه فاحشة!.
الشيطان شاطر، ونحن في نظرهم مجرد همج نسير في الشوارع. هذه هي نظرتهم لنا رغم أننا ضحية تشددهم وتربية فكرهم الذي اختطفَنا عقودا.
يبكون ويصرخون وتسيل دموعهم من أجل رجل ألقى محاضرة على نساء محتشمات بحجابهن وعباياتهن في صرح تعليمي محترم. الناس يصدقون، يثورون، يغضبون. حاربوا عمل المرأة في المحلات وتحركت شخصيات-رغم أنها لم تتحرك من أجل صحة أو سكن أو تعليم- الناس أيضا صدّقوا وثاروا وغضبوا.
أصبح الناس يكذبون أعينهم ويصدقون هؤلاء!، فبعد انتشار مقطع لاثنين منهم في إسبانيا وتكريمهما في مهرجان فيه اختلاط، وموسيقى، وفساتين قصيرة، تباينت ردة فعل الناس، خصوصا أن أحدهم من ألد أعداء الاختلاط.، منهم من قال هذه الصور ملفقة، ومنهم من قال أُجبروا، ومنهم من قال إنها مكيدة. الناس تحاول إيجاد ألف عذر وعذر لهم!.
الحقيقة، أنه لا شيء يجبر أحدا على البقاء في مكان يتعارض مع قيمه وأخلاقه، وهذا التكريم ليس من الضرورات، ويمكن الانسحاب منه بسهولة.
نعم، لا تستطيع فرض قيمك على الغرب، لكنك حتما تستطيع التمسك بها. أصبحنا اليوم نواجه ما يسمى بـ«التدين الجغرافي»، فقيادة المرأة حرام هنا، لكنها حلال هناك!، الاختلاط محرم في لدينا، ومباح لديهم!، حتى الحجاب يفرحهم على رأس الأجنبية ويبكيهم على رأس بنت بلدهم!.
ليتنا ننهي كل هذا الجدل وننعم بإسلام وسطي يقصي التشدد.