أكدت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، في تقرير مطول أن قوة وصلاحيات رأس النظام السوري، بشار الأسد، باتت تتقلص بشكل كبير، مشيرة إلى أن الميليشيات الإيرانية والأجنبية تنمو وتقوى، دون أن يجرؤ الأسد على كبح جماحها. وأوضحت المجلة أن التقدم الذي يبديه جيش النظام مؤخرا في عدد من المناطق والقرى السورية على حساب المعارضة المسلحة، ما كان ليتم لولا مؤازرة الميليشيات المقاتلة معه، وأبرزها الميليشيات الوافدة من إيران وروسيا وبعض المقاتلين المحليين. وتطرقت المجلة إلى جرائم الميليشيات التي تنوعت بين القتل والترهيب ونهب أموال المدنيين دون رقيب، فضلا عن سيطرتها على مواقع حيوية وحساسة، لافتة إلى أن الأسد لا يستطيع إعطاء أوامر تكبح حركاتهم. وقال التقرير إن الأسد كان يعتمد على ولاء الطائفة العلوية المقربة منه، حتى قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، ويضعهم في قيادات كبيرة ومرموقة داخل الجيش النظامي، قبل أن تندلع الحرب الأهلية وينشق الكثيرون عنه، ويفشل آخرون في صد هجمات المعارضة المسلحة، فيما قتل الباقون خلال المعارك الدائرة.




احتكار الغذاء والدواء

أشار التقرير إلى أنه بالتزامن مع دخول روسيا على خط الأزمة السورية في سبتمبر 2015، تحدثت تقارير عسكرية غربية مطلعة عن تعداد الجيش النظامي الذي لا يتجاوز ستة آلاف جندي فقط، لافتا إلى أن الأسد استطاع تحويل هذا النقص الكبير في جيشه بمنح عدد من قادة العصابات الإجرامية الحرية لتشكيل ميليشيات عشوائية من المهربين واللصوص، لصد هجمات المعارضة حتى أصبحوا مسؤولين حكوميين وتغلغلوا داخل مؤسسات الدولة. وأكدت المجلة أن أكبر تشكيلين عسكريين يتبعان الأسد هما «صقور الصحراء» المتمركز في مدينة اللاذقية، وقوات «النمر» المكونة من حوالي ستة آلاف جندي وتتمركز في مدينة حماة، إلى جانب عدد كبير من المجموعات المسلحة الصغيرة التي تدعم النظام.

قالت الصحيفة إن الميليشيات باتت تملك الخبز والمشتقات النفطية والأدوية وتتحكم في توزيعها نظرا للعوائد الخيالية التي ستجنيها بفعل عمليات احتكارها وبيعها في السوق السوداء، فضلا عن بيع السلاح وتوظيف المقاتلين، مشيرة إلى أنه بفعل هذه السياسة فإن الميليشيات أصبحت بمثابة أجهزة النظام ومؤسساته.




سطوة الميليشيات

أوضحت المجلة أنه بعد سيطرة النظام وروسيا على الجزء الشرقي من حلب، أواخر العام الماضي، ظهر بعض جنود النظام السوري محتفلين بعملية السيطرة، إلا أنه في الواقع لم تتحرر حلب إلا بمساعدة المرتزقة اللبنانيين والأفغان والعراقيين تحت إمرة القيادة الإيرانية، لافتة إلى أن بعض القيادات الكبيرة الموالية للأسد في مدينة حماة، لا تزال تسيطر على النفط وتبيعه لعناصر تنظيم داعش. وأكدت الصحيفة أن الأسد حاول مرارا الوقوف في وجه عبث الميليشيات الموالية له، إلا أنه لم ينجح، حيث فشل في مارس 2016 في اعتقال قائد ميليشيا مسيحية في الشمال السوري، بعد احتجاج مؤيديه وأتباعه على عملية احتجازه. وخلصت المجلة نقلا عن رئيس حزب البعث في حماة، حسين ديوب، اعترافه بوجود سلطة قوية للميليشيات عند الحواجز الأمنية التي باتت تبتز المدنيين وتصادر ممتلكاتهم.

 





تحركات الميليشيات

01- التحرك بقيادة إيرانية وروسية

02- نهب ممتلكات المدنيين

03- سرقة النفط وبيعه لداعش

04- التحكم في القرارات السيادية

05- ابتزاز المدنين في الحواجز الأمنية

06- القتال إلى جانب النظام

07- سرقة الغذاء والدواء

08- جني الأرباح من التهريب