إن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في سبع دول بقارة آسيا، سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، نظرا لأهميتها وتوقيتها وحجم الاتفاقيات التي شهدتها في ظل الريادة والقيادة التي تشهدها المملكة، عربيا وإسلاميا ودوليا.
فهذه الزيارة التي تضم وفدا كبيرا حكوميا وخاصا، تعكس مدى اهتمام المملكة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية مع هذه الدول التي يحمل بعضها ثقلا إسلاميا وبعضها الآخر ثقلا دوليا.
وأظهرت عدد وحجم الاتفاقيات التي أبرمت على كل الأصعدة، النتائج المميزة للزيارة من أجل فتح آفاق أرحب بين المملكة وهذه الدولة، خاصة على الصعيدين التجاري والاستثماري، ووجود رغبة قوية من الجميع في إزالة العقبات التي تواجه سيولة وحركة التجارة والاستثمار بين المملكة وهذه الدول، في ظل رؤية المملكة 2030، التي تطرح فرصا استثمارية ضخمة في المملكة تقدر بمئات المليارات.
إن المتابع للزيارة بدقة يرى مستوى الحفاوة والاهتمام بخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له، مما يؤكد المكانة العظيمة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية دوليا وإسلاميا وإقليميا، بما ينعكس إيجابا على المواطن السعودي خلال تحركه في أية دولة بالعالم. فالمملكة العربية السعودية لها مكانة لدى أكثر من مليار مسلم في العالم، حيث مكة المكرمة مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومبعث رسالة الإسلام للعالم، كما أنها تتمتع بثقل سياسي عظيم على مستوى العالم، ومكانة اقتصادية كبيرة، لأن المملكة واحدة من أكبر 20 اقتصادا في العالم ضمن مجموعة العشرين، فضلا عن أنها تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، وواحدة من أكبر الأسواق في المنطقة، وتتمتع بحالة من الأمن والاستقرار في ظل ما يدور حولها من اضطرابات وفوضى.
فالمملكة تعد واحة للأمن والأمان، فهي من أكثر الدول في المنطقة جذبا للاستثمارات وزيارات الوفود التجارية.
ونتوقع أن تسهم جولة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ضخ مزيد من الاستثمارات، وإحداث حراك تجاري أكبر بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، وستظل المملكة واحة للأمن والاستقرار وجاذبة للتجارة والاستثمار.