قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس، إن مخزونات النفط تواصل الارتفاع رغم بدء سريان اتفاق عالمي لخفض الإمدادات ورفعت توقعاتها للإنتاج من خارج المنظمة في 2017، بما يشير إلى تعقيدات تواجه جهود التخلص من تخمة المعروض.

 وقالت أوبك في تقريرها الشهري، إن السعودية أكبر منتجيها زادت الإنتاج في فبراير 263 ألف برميل يوميا إلى 10 ملايين برميل يوميا، بعد أن نفذت خفضا أكبر مما تطلبه أوبك في يناير لضمان التزام مبدئي قوي.

وتخفض أوبك إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير وهو أول خفض في ثماني سنوات. ووافقت روسيا و10 منتجين آخرين على خفض إنتاجهم بما يصل إلى نصف تلك الكمية.



 ارتفاع المخزونات

لكن أوبك قالت في تقريرها الشهري، إن مخزونات النفط في الدول الصناعية زادت في يناير لتبلغ 278 مليون برميل فوق متوسط السنوات الخمس. وبلغ فائض الخام 209 ملايين برميل والباقي من المنتجات المكررة.

 وقالت أوبك في التقرير «بالرغم من تخفيض الإنتاج، تواصل المخزونات الارتفاع ليس في الولايات المتحدة فحسب لكن أيضا في أوروبا، إلا أن الأسعار حصلت بدون شك على دعم من اتفاقيات الإنتاج».

وهبطت أسعار النفط بعد صدور التقرير إلى ما يقرب من 50 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوياتها منذ نوفمبر تشرين الثاني. وما زال الخام مرتفعا من نـحو 40 دولارا للبرميل في نفس الفترة قبل عام ومن 27 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى في 12 عاما الذي سجله في يناير 2016.



المنتجون غير الأعضاء

أشارت أوبك في التقرير إلى زيادة في امتثال أعضاء المنظمة باتفاقهم لخفض الإنتاج.

 وهبط إنتاج أعضاء أوبك الـ11 بموجب الاتفاق إلى 29 مليونا و681 برميلا يوميا الشهر الماضي وفقا لبيانات من مصادر ثانوية اعتادت أوبك على استخدامها لرصد الإنتاج.

 ويعني هذا أن التزام أوبك بخطتها تجاوز 100% لينخفض إنتاج تلك الدول إلى 29 مليونا و804 براميلا يوميا وفقا لحسابات رويترز. ولم تذكر أوبك رقما لمستوى الالتزام في التقرير.

 لكن التقرير رفع توقعاته لإمدادات المنتجين غير الأعضاء في أوبك هذا العام، حيث أسهم ارتفاع أسعار النفط عقب اتفاق أوبك والمنتجين من خارجها على خفض الإنتاج في إنعاش أنشطة الحفر لاستخراج النفط الصخري الأميركي. ومن المتوقع الآن أن يرتفع الإنتاج من خارج أوبك بواقع 400 ألف برميل يوميا بزيادة 160 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق. وعدلت أوبك توقعاتها لنمو إنتاج النفط الأميركي في 2017 بالزيادة إلى 100 ألف برميل يوميا.



 زيادة الإنتاج

 تقول أوبك إن إنتاجها متضمنا نيجيريا وليبيا اللتين جرى استثناؤهما من الخفض، هبط 140 ألف برميل يوميا في فبراير إلى 31.96 مليون برميل يوميا مدفوعا بخفض كبير نفذته السعودية أكبر مُصدري الخام في العالم.

 وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر أوبك الثانوية إن إنتاج النفط السعودي هبط في فبراير إلى 9.797 برميل يوميا أبلغت السعودية أوبك أن إنتاجها زاد إلى 10.011 ملايين برميل يوميا وهو ما سيخفض مستوى الالتزام.

 وتستخدم أوبك مجموعتين من البيانات لرصد الإنتاج وهي الأرقام التي تقدمها كل دولة وتلك التي تقدمها المصادر الثانوية والتي تتضمن وسائل إعلام مهتمة بالقطاع. ويرجع ذلك إلى إرث من الخلافات القديمة بشأن مستويات الإنتاج الحقيقية.





 الطلب العالمي

تزيد مستويات الإنتاج التي أبلغ بها أعضاء آخرون في أوبك في فبراير بما في ذلك الجزائر والعراق والإمارات وفنزويلا على تقديرات المصادر الثانوية.

 وأبقت أوبك على توقعاتها بأن مخزونات النفط ستبدأ في الهبوط بفضل خفض الإنتاج قائلة إن «من المتوقع أن تبدأ السوق في استعادة توازنها أو أن تشهد حتى انخفاضا للمخزونات» في النصف الثاني من العام.

 ورفعت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2017 وقالت إن الطلب على خامها سيبلغ في المتوسط 32.35 مليون برميل يوميا - بما يفوق الإنتاج حاليا - مما يشير إلى هبوط المخزونات إذا لم يزد الإنتاج.