قدم الدكتور عثمان المنيع لتقرير لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بكلمات منها: «بدعم سخي من حكومتنا الرشيدة.. وبتضافر جهود رجال ونساء نذروا أنفسهم ووقتهم تطوعا لخدمة بلدهم وأهلهم تواصل لجنة التنمية الاجتماعية والأهلية بالقصب تنفيذ فعاليات وبرامج اللجنة هذا العام».

ما كتبه الدكتور المنيع يلقي الضوء على الوضع القائم في خدمة الأسرة والإنسان والعمل التطوعي الذي يشعر بالفخر ويتم عبر هذه اللجنة في مدينة تذوب صخورها بتفاعل كيميائي شرحته لنا أستاذة الكيمياء بجامعة الأميرة نورة د. ساجدة لتنتج ملحها الشهير الذهب الأبيض «ملح القصب».

على الحافلة المتجهة لمدينة القصب صباح الخميس الماضي شنفت المذيعة بإذاعة الرياض الأستاذة فاطمة العنزي أسماعنا بصوتها العذب، بكل ما يطيب للروح من تحية وطنية شعرا مغنى أو كلمات تفيض بالحب للأبطال على الحد الجنوبي بلا حدود، ونحن نسير بأرض وطن فاض من ماء السماء فاخضرت أرضه وجباله؛ وكأنه شعار الراعي للأسر المنتجة بنك الجزيرة «خير الجزيرة لأهل الجزيرة».

وصلنا القصب ورافقنا الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود، راعية الحفل المقام في قاعة نورة الغنام، والتي انتقلت منها لافتتاح المعرض السابع وكانت متفاعلة بحب مع فقرات الحفل ومع المهرجان، كانت تخط كلمات الإعجاب بالجهود المبذولة في سجلات المهرجان وتعيد تدوير الحب الذي قوبلت به بحب أكبر وإعجاب عبرت عنه لـ«الوطن» بأن «الجهود المبذولة في هذا العمل الخيري جهود مقدرة، وتمنت التوفيق لهذا المشروع».

التفاعل مع المهرجان حمل أم عبدالرحمن وهي سيدة من القصب تستند على مرافقتها لتنشد بيتا من الشعر في الترحيب بدأ بـ«مرحبا بالأميرة وانتهى بالسرور..» للترحيب بضيفة القصب كما رحب غيرها. وفي القصب عنوان للضيافة الأصيلة تورثه الحفيدات من الجدات حين أنشدت الصغيرات بغاية العذوبة ونشرن براءة الطفولة على الحاضرات، كما انتشرت مظاهر الاحتفاء بهذا النشاط بكرم القصب الذي ألفناه بشاشة في الوجه ورقة في الكلمات يعيدنا لطيبة إنسان الأرض الأصيل.

التاريخ سكن بوقار وطمأنينة على جدران قصر الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم التاريخي والذي يعد معلما من معالم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يمكن لزائر القصب أن يدلف إلى تاريخ ووثائق الدولة السعودية التي علقت فوق جدرانه وتمثلت الماضي في تصميمه وجدرانه من تفاصيله المشيدة بالطين من مدخله لباب البر والسطح والطرمة التي تعيدنا لسؤال كيف اجتمعت بساطة حياة أجدادنا وجدهم في طلب العلم رغم قلة المتاح ومشقته؟!

«واس» كانت حاضرة لنقل الحدث بأجمل صورة من خلال رندة الحارثي التي تابعت الفقرات والتغطية للحفل والمهرجان بعدستها المبدعة والمتميزة.

المحطة الأخيرة التي توقفنا فيها بحيرة العكرشية وتعد منتجعا سياحيا يبعد عن العاصمة الرياض قرابة مئة وخمسين كيلومترا. والبحيرة أشبه بساحل ممتد على ضفتيه أماكن خصصت للجلوس وعبارات تدعو للمحافظة على المكان، وجمال طبيعته وهدوء خلاب يمتد من البحيرة التي تستمر لستة أشهر واستكانة نبات العكرش الذي ينبت بها، واكتسبت منه اسمها وتراه من بعيد أو تلمح صورة له فتتذكر زراعة الأرز التي تغمر بالماء. أمام البحيرة توقفنا مع صوت الراحل طلال مداح وهو يغني: «وأنت موطن عزة.. ومنار إشعاع أضاء سناه»، والشمس تشع على ماء البحيرة لأسأل مذيعتنا الأستاذة فاطمة العنزي عما رأته في مهرجان القصب وتجيب: «عام بعد عام أرى التكاتف في القصب، فالبنات أصبحن عماد الأسر المنتجة في هذا المهرجان؛ فالشابة لا تنتظر الحصول على وظيفة، بل تبادر لإنتاج عملها الخاص».

ختاما هذا العام كانت الأسر المنتجة تأخذ حضورا بهيا يشكر عليه كل القائمين على رعايته، وعلى رأسه د. عثمان المنيع، ود. مضاوي الشعلان، ومضيفتنا الخلابة مرام المنيع.