تجده في المنابر الإعلامية يدافع عن الليبرالية وعن مبادئها، وكيف تم تشويهها والإساءة إليها.
يحاول جاهدا إقناع الناس بأن الليبرالية مختلفة من شخص إلى شخص، ومن مجتمع إلى آخر.
يقول إنها مثل المذاهب والطوائف الإسلامية. كلهم ينتسبون إلى الإسلام ولكنهم أيضا مختلفون.
يقول إن الليبرالية لا تعني الصدام مع الدين والقيم كما اتهموها باطلا. يقول إنها لا تعني الانحلال والفسوق كما أشاعوا عنها. يقول ويقول ويقول، وأخيرا يسألوه: هل تصنف نفسك ليبراليا؟ عندها يبدأ مسلسل التنصل! يحاول إيجاد كلمات منمقة للهرب من الانتساب إلى التي كان يدافع عنها!
عفوا أخي، أنت آخر من ينظّر لليبرالية. ابق حبيس ازدواجيتك التي تجاوزها الزمن. هل تنتظر أن يفهم كل الناس المعنى الحقيقي لليبرالية لتعلن ليبراليتك؟ تتهم المجتمع بأنه لا يعي ولا يفهم المعاني والقيم السامية لليبرالية وأنت تتنصل منها؟ هل تخاف السواد الأعظم؟ هل تخشى غضب المجتمع؟ أنت في دفاعك عن الليبرالية سيطولك هذا الغضب، سواء وصفت نفسك بها أم حاولت الهرب منها.
ستبقى متناقضا عند الناس وعند نفسك، وأنت تعرف ذلك.
كيف تريد أن يتغير فهم المجتمع لهذا المفهوم وأنت يا من تدافع عنه تفر منه؟!
عفوا أخي، هذه القيم وهذه المبادئ ليست في حاجتك. فأنت أيضا ممن شوهوها عند الناس وعند المجتمع، حتى أصبحت تعني العار.