تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي أمس معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 في مركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، بحضور وزير التعليم الماليزي الدكتور محضر بن خالد، ممثل مملكة ماليزيا، ضيف الشرف لهذا العام.

وقص الطريفي شريط الافتتاح، ثم عزف السلام الملكي إيذاناً بانطلاق فعاليات المعرض تحت شعار «الكتاب.. رؤية وتحول». وفي الحفل الرسمي الذي أقيم مساء أمس ألقى الطريفي كلمة أكد فيها «أن معرض الرياض يحضر بشكل مختلف ليعكس رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، والتي ظهرت في هويته البصرية ابتداء من مسميات البوابات وأسماء الممرات وطبيعة الفعاليات الثقافية والمبادرات الشبابية وهويته اللفظية التي اتسقت مع رؤية السعودية»، مضيفا«أن رؤية السعودية 2030 ركزت على تنمية منظومة العمل الثقافي والارتقاء به، وذلك من خلال تنوع الفعاليات الثقافية ودعم الكتاب والمؤلفين ودعم الفنانين والموسيقيين والمسرحيين، وأولئك الذين يجيدون صناعة الإخراج من أبناء السعودية، والعمل على ترسيخ وإبراز هويتنا الوطنية والتعريف بها، والمحافظة على إرثنا الثقافي وتاريخنا السعودي المجيد والعربي والإسلامي كذلك.

وقال الطريفي»إن معرض الرياض أضحى من الفعاليات الثقافية الهامة على خارطة الثقافة العربية والعالمية، ونحن ملتزمون بالعمل على ضمان المحافظة عليه، وتذليل الصعوبات لضمان نجاحه ليكون حدثا ثقافيا ينتظره الجميع كل عام، وقد عملت الوزارة بكافة إمكاناتها على إنجاح هذه الفعالية بالشكل الذي يرضي ويحقق تطلعات المجتمع السعودي«.

وأضاف وزير الثقافة والإعلام»يفتتح المعرض في هذه الدورة وجنودنا يدافعون ويذودون بدمائهم عن الحدود وأمن بلادنا ساهرين منفذين لتوجيهات الملك، وهم على الجبهة الصامدة التي لولا صمودها وتضحياتها ما كان لنا العمل الدؤوب في مجال الثقافة والفن والتأليف.


 تشجيع المؤلفين

تحدث الطريفي عن أهمية التحول إلى التعامل الإلكتروني في مجال فسح الكتب، قائلا: اليوم بات بالإمكان لأي زائر للمعرض أو حامل لجهاز محمول أن يتقدم بفسح كتابه، ثم يتم الرد عليه آليا، وتشجيعا للمؤلفين ستطبع الوزارة لأول 100 مؤلف مجانا.

وعن أبرز التطورات هذا العام قال الطريفي «حرصنا على مشاركة دور نشر عالمية وفنانين سعوديين وماليزيين، وسوف نحرص على أن يكون معرض الفن السعودي الأول خلال أواخر هذا العام معرضا ناجحا، حيث سيكون في الرياض وعدد من مدن المملكة، حتى يكتمل إنجاز المجمع الملكي للفنون.

 وعن ضيف الشرف قال»إن حضور وتشريف ضيف الشرف، مملكة ماليزيا يؤكد على عمق العلاقات الأخوية والمتميزة بين المملكتين العريقتين على مختلف الأصعدة، وما تحمله من إرث وتنوع ثقافي جعل ماليزيا وجهة عالمية في المجالين الاقتصادي والمعرفي».

وفي نهاية الحفل كرم وزير الثقافة والإعلام الفائزين بجائزة الوزارة لهذا العام، وهم ‏‏‏في مجال الفكر والفلسفة ‏زكي الميلاد، وفي مجال العلوم الصحية الدكتور خالد الربيعان، وفي مجال الرواية جبير المليحان، وفي الشعر علي الدميني، وفي المسرح صالح زمانان وعبدالعزيز الصعقبي، وفي مجال الدراسات الأدبية والنقدية عبدالله الرشيد وفضل العماري.


10 دور لضيف الشرف

سبق افتتاح المعرض لقاء للوزير الطريفي مع وزير التعليم العالي الماليزي الدكتور محضر بن خالد، الذي عبر عن شكره وتقديره للمملكة على استضافتها ماليزيا كضيف شرف لمعرض الرياض هذا العام، مؤكدا أن معارض الكتب الدولية هي واحدة من أهم الفرص لتعزيز عمليات التعليم في الدول، كون الكتاب من الركائز الأساسية في العملية التعليمية، ووجود هذه المعارض يشجع غالباً على القراءة، مشيرا إلى أن وزارة التعليم في ماليزيا تشرف على تنظيم معرض كوالالمبور الدولي للكتاب.

وبين الوزير الماليزي أن عادة هذه المعارض الدولية كما هو الحال في معرض الرياض الدولي للكتاب، هي تنظيم محاضرات وورش عمل للمجتمع والأفراد على نحو خاص.

وأشاد الدكتور محضر بن خالد باستقبال المملكة ودعمها للمبتعثين الماليزيين، خاصة الذين تعلموا في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل استقلال مملكة ماليزيا، عن طريق تقديم البعثات والدراسات المجانية للمواطنين الماليزيين.

وأكد عمق العلاقات السعودية الماليزية والتعاون والمشاركات الثقافية والتبادل الثقافي بين البلدين، مشيراً إلى أن اختيار ماليزيا ضيف شرف المعرض سيعزز التنسيق في المجال التعليمي من خلال تبادل الخبرات والمناقشة بين الجانبين والاطلاع على التجارب والمزج بينهما.

وأوضح أن هناك 10 دور نشر ماليزية مشاركة في المعرض، وعدد من الفنانين والأدباء، وستكون هناك أعمال أدبية وفنية باللغة العربية، مؤكداً أن السياحة لن تكون هي الوحيدة لتعريف السعوديين بماليزيا، بل الأعمال الأدبية في المعرض.