لا يمكن أن يصدق عاقل أن حروب حزب الله الإرهابي هي حروب إلهية كما يروج لها، وأن ما يحققه في هذه الحروب هي انتصارات إلهية، بل أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون القتل والإرهاب والتشريد والحصار والتجويع هو ما يدعو إليه الله سبحانه وتعالى ولا الدين الإسلامي الذي جاء بالرحمة للعالمين، هذا الدين الذي وصى المسلمين بألا يغدروا، ولا يغلوا، ولا يقتلوا وليدا، أو امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا معتصما بصومعة، وألا يقربوا نخلا، وألا يقطعوا شجرا، ولا يهدموا بناء، فكيف لمن كان الأكثر إرهابا وحقدا وقتلا في هذه المنطقة، ابتداء من بيروت 2008 إلى سورية 2011 أن يكون حزبا إلهيا وهو أداة تستخدمها إيران الحاقدة على العرب والمسلمين، منذ أنهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمبراطوريتها البائدة.
لقد قتل حزب الله عشرات آلاف السوريين ولم يكن الهدف حماية لبنان أو القضاء على الإرهاب الذي ادعوا يوما أنه يهدد أمن سورية ولبنان والمنطقة، لقد قتلوا الشعب السوري لتحقيق هدف واحد، هو بسط نفوذ إيران في المنطقة، وتحقيق مشروعها الطائفي في السيطرة والتمدد على أكبر بقعة ممكنة من سورية، ولتحقيق ذلك نفذ حزب الله، بالتعاون مع الميليشيات الشيعية، هجمات شرسة على مناطق سورية، منها القصير وريف دمشق وريف حلب، وقاموا بقتل المئات وتهجير الآلاف واستبدالهم بسكان مناطق شيعية وعلوية، بالإضافة إلى استقدام عائلات مقاتلين من أفغانستان وإيران ولبنان للسكن في هذه المناطق، فتحول حزب الله إلى تنظيم صهيوني ينفذ سياسات تيودور هرتزل وهو مؤسس الصهيونية، وبدأ تطبيق حلم إسرائيل في فلسطين، ولكن هذه المرة في سورية بأياد عربية تخدم مشروعا فارسيا قائما على القتل والتشريد والتهجير والاستعمار وإعادة توطين الغرباء في أراض تم تهجير أو قتل أصحابها.
لا يمكن أن أجد اليوم فرقا حقيقيا بين الصهيونية العالمية ونظام الملالي الذي تسبب بقتل عشرات آلاف السوريين كي يحقق هدفه بهلال شيعي يمتد من قم ليصل إلى بيروت، هذا الهلال الذي يتم تعبيد طريقه على دماء وأشلاء العرب والمسلمين السنة في كل من سورية والعراق واليمن وبعض لبنان.
إن الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية مدعوما من دول عربية لمواجهة إيران وكسر شوكتها وهلالها الطائفي هو ملاذنا الأخير وإلا فالانهيار التام لدولنا بيد المشروع الطائفي، لذا المطلوب اليوم زيادة في دعم سياسات المملكة وتحركاتها العسكرية في اليمن، وغيرها من المواقع إن دعت الحاجة، فحماية هذه الأمة لا تتم بالشعارات والخطابات، بل بعاصفة حزم أطلقها سلمان بن عبدالعزيز، بدأت في اليمن ولن تتوقف عنده أبدا.
إن حجم الجرائم التي ارتكبها حزب الله في سورية تحديدا، بالإضافة إلى تحريضه على النظام والأمن في اليمن والبحرين، لا يمكن التغاضي عنها وإغلاقها بتسويات سياسية، فهذا الحزب سيحاسب، ونزع سلاحه يجب أن يكون أولوية لدى الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي، وإن تعذر ذلك بالحوار فلا أعتقد أن عاصفة الحزم ستواجه أي صعوبة في استهداف مساحات صغيرة توجد فيها مخازن سلاح هذا الحزب الإرهابي في الجنوب والبقاع أو الضاحية الجنوبية لبيروت، فخلاص لبنان واستقلاله واستقراره تبدأ من سحب هذا السلاح، وإنهاء هذه الزمرة الإرهابية القاتلة على الهوية الدينية والطائفية والتابعة بشكل علني لمشروع هو الأكثر عداء لأمتنا العربية والإسلامية.
لم يكن لله حزب على هذه الأرض ولن يكون، وأفعال هذا الحزب الإرهابي في لبنان لا ترقى إلا لمستوى ميليشيا مكونة من مرتزقة قاتلة مأجورة لتحقيق أهداف الآخرين.
في النهاية أُذّكر هذا الحزب وكل من يؤيده بقول الله تعالى في كتابه الحكيم «المجادلة»؛
بسم الله الرحمن الرحيم
«يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى? شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَ?ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ» (19).