أحد السعوديين سرد قائمة طويلة في تويتر عن سهولة الالتزام بالحجاب والنقاب؛ ما دفعني إلى سؤاله متعجبة هل كنت متحجبا سيدي من قبل؟ هل جربت أن ترتدي عباءة وغطاء على الوجه في درجة حرارة تجاوزت 45 درجة؟
الله -عز وجل- يقول «إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا»، قال علماء كُثر المقصود من الثقل العمل به أي بالشريعة؛ أي أن الله نفسه يخبر عباده بأنه لن يكون سهلا أن تلتزم بدينك وهذا ما يختبر إيمانك.
الأسوأ من مسألة الحجاب والنقاب هو مسألة الحقوق والمساواة؛ خاصة عندما يقوم أكاديمي لديه برنامج تلفزيوني بمحاولة رد ما ينشره الغرب عن السعوديات بالادعاء بشيء لا يوجد إلا في مخيلته مثل المساواة في الراتب بين الموظفين من الجنسين في السعودية. وما زاد فكاهة الأمر أنه في الوقت نفسه كانت المعلمات قد وضعن هاشتاقا يشكون فيه تعيينهن على المستوى الرابع والرجال على الخامس دون أي مبرر قانوني أو حتى إسلامي.
عندما أردت تجديد جواز سفري، ظن شقيقي أن الأمر لا يحتاج سوى ذهابي وإنهاء الإجراء بنفسي؛ فلما أخبرته بالقانون السعودي الذي لا يعطيني هذا الحق وقف مصدوما متعجبا من قرارات الجوازات، بل إن عبدالرحمن الراشد في مقال له ذكر أن السعوديات يستطعن الحصول على الجواز بأنفسهن.
أما قضية المعاناة مع السائق والتكاسي فهي ما تم اكتشافه أخيرا والفضل لتويتر في ذلك، ولا أعلم هل يعتقد السعودي أن السائق الذي يأخذ زوجته للسوق ولموعد المستشفى ولصالون التجميل؛ ليس رجلا لديه رغبات وأحلام، والشيطان لن يكون مطلقا ثالثهما.
يبدو أن السعوديات لا يتحدثن، أو أن السعوديين لا يستمعون، أو أن هناك من يصنع حاجزا ضخما بين السعوديات، وتَفهم السعوديين؛ عبر خطاب ديماغوجي يخوف الناس، ويدعي أن خلف كل مطالبة أو حق يمنح للمرأة سيلا من الفساد والانحراف الأخلاقي؛ فيظن الرجل السعودي أن الشيء الوحيد الذي يضمن عدم خيانتها هو ألا تقود السيارة أو تبقى رهينة إلى توقيعه، وفي هذا انتقاص من مكانته لديها، ومن تربيتها، بل من إيمانها بمتطلبات دينها وواجباته.