في وقت انتهت فيه الزيارة الرسمية لخادم الحرمين لإندونيسيا والتي استمرت ثلاثة أيام، وأجرى خلالها مباحثات سياسية مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو وعدد من كبار المسؤولين الإندونيسيين، مازالت أصداء الاستقبال الشعبي الحافل لخادم الحرمين والفرحة الكبيرة التي استقبل بها خادم الحرمين الشريفين من قبل الشعب الإندونيسي قائمة حتى الآن، لاسيما بعد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، ولقائه أبرز الشخصيات الدينية في إندونيسيا.
خادم الحرمين الشريفين الذي وصل في مستهل الشهر الجاري، وكان في استقباله الرئيس الإندونيسي، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية، كان على موعد آخر من الاستقبال الشعبي، حيث اصطف عشرات الآلاف من الإندونيسيين أثناء مرور موكب خادم الحرمين الشريفين يلوحون بالأعلام السعودية والإندونيسية، ترحيبا بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بلادهم في أول زيارة لملك سعودي منذ 47 عاما.
رسوخ الروابط التاريخية
تداولت منصات الإعلام الاجتماعي مقطع فيديو أطلّ به رئيس إندونيسيا مخاطباً شعبه وهو يرحب بخادم الحرمين الشريفين، وهما على طاولة الطعام، ثم طلب منه السلام على الشعب الإندونيسي، فقال الملك «أنا مسرور جداً أن أكون في إندونيسيا مع فخامة الرئيس في وسط الشعب الإندونيسي، وإندونيسيا والشعب الإندونيسي أعزاء عندنا وإخوان».
وقالت تقارير إن اصطفاف الإندونيسييين لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، وكذلك تعبيرات السرور التي أطلقها الملك سلمان تجاههم، رفعت من وتيرة المشاعر العاطفية تجاه خادم الحرمين، ووصلت إلى أن يقطع إندونيسيون مسافة أكثر من ألفي ميل من أجل القدوم والسلام على خادم الحرمين الشريفين، كذلك إطلاق هاشتاق يتصدر تويتر ترحيبا بالملك «أهلا وسهلا سلمان»، فضلا عن الحفاوة التي استقبل بها خادم الحرمين الشريفين في مقر مجلس النواب وسط هتافات النواب.
وأضافت أن هذه المشاعر الفياضة، تدل على رسوخ الروابط التاريخية بين البلدين، و المكانة الكبيرة للمملكة في قلوب الإندونيسيين، لافتة إلى أن هذه المكانة لم تأت من فراغ، وإنما من طبيعة العلاقات الممتدة نحو سبعة عقود، والرعاية الكبيرة التي تقدمها الحكومة السعودية للحرمين الشريفين، وكذلك وقوف المملكة إلى جانب الشعب الإندونيسي في مواجهة كوارث الفيضانات والزلازل طوال السنوات الماضية.
الدعوة للسلام
اللافت في زيارة خادم الحرمين، ووفقا للتقارير، هو إدراك الشعب الإندونيسي والذي تقطنه غالبية إسلامية إلى جانب عدد من الديانات الأخرى، لدور المملكة في نشر السلام في العالم والتقارب بين الأديان، وهو ما أكده خام الحرمين في كلمته أثناء لقائه أبرز الشخصيات الدينية في إندونيسيا، بالتشديد على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح، لافتاً النظر إلى أن الأديان تسعى لحماية حقوق الإنسان وسعادته، ومن المهم محاربة الغلو والتطرف في جميع الأديان والثقافات.
ومن جانبهم، أبدى عدد من الشخصيات من ممثلي الأديان الأخرى،سعادتهم بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لإندونيسيا، وشكرهم له على لقائهم وعدوها فرصة تاريخية، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات المهمة دافع كبير لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف بين مختلف أتباع الأديان والثقافات وتحقيق السلام والأمن الدوليين.
رعاية الحجيج
يرى الإندونيسيون أن رعاية المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين، لم تقتصر على التوسعات وتسهيل الخدمات لضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم فقط، وإنما امتدت للإندونيسيين أنفسهم، من خلال برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة عام 1417، حيث انطلق برنامج الاستضافة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، و بلغ عدد المستفيدين الإندونيسيين من البرنامج عشرات الآلاف منذ انطلاقه حتى الآن، فضلا عن استضافة علماء إندونيسيا كل عام لأداء مناسك عمرة رمضان.
المساعدات الإنسانية
امتد الدور السعودي في إندونيسيا إلى جانب إنساني، كان سببا في مضاعفة مشاعر حب الشعب الإندونيسي تجاه المملكة وقادتها، وظهر ذلك جليا في إرسال المملكة المساعدات الإنسانية عقب الفيضانات التي ضربت بعض الأقاليم الإندونيسية خلال الأعوام الماضية، وتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات فى المناطق المنكوبة بالتعاون مع عدد من المنظمات والاتحادات والجمعيات الدولية، كذلك تبني المملكة عبر الهلال الأحمر السعودي عدداً من المشروعات في إندونيسيا، منها مشروع برنامج الدعم النفسي والوظيفي للمتضررين في إقليم اتشيبه، فضلا عن الحملة الشعبية التي نظمها تلفزيون المملكة العربية السعودية لمساعدة المتضررين في إندونيسيا جراء الفيضانات والزلازل عام 2005.
قائدة الشعوب الإسلامية
اعتبر الشعب الإندونيسي، أن ما تقوم به المملكة تجاه الشعوب الإسلامية على مختلف الأصعدة يجعلها قائدة للأمة الإسلامية، ليس على المستويين الديني و الإنساني فقط، وإنما على كافة المستويات، لاسيما في قيادتها للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، كذلك قيادتها للتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب، فضلا عن الدور المحوري الذي تلعبه المملكة لحل القضية الفلسطينية وفقا للمبادرة العربية، إلى جانب دورها في الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد الاستبدادي، والعمل على إنهاء الأزمة بالوسائل السياسية.
العوامل الـ 10 لارتباط الإندونيسيين بالمملكة
01 الروابط التاريخية والدينية بين البلدين
02 رعاية المملكة للحرمين الشريفين
03 الاهتمام بخدمة الحجيج والعمل على راحتهم
04 الوقوف إلى جانب إندونيسيا في الأزمات
05 تمسك المملكة بالحوار بين أتباع الديانات والثقافات
06 محاربة الإرهاب والتطرف
07 تبني القضايا العربية في المحافل الدولية
08 السعي لحل القضية الفلسطينية
09 العمل على استعادة الشرعية باليمن
10 الوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته