تغيرت الأمور كثيراً على مدار السنين، ولم يعد الانتماء لقميص النادي أو قميص الوطن هو المرتجى والحلم الأول والأخير، وباتت الغالبية العظمى من اللاعبين تنتمي إلى القميص الذي يدفع أكثر، وبذلك فإن معنى الانتماء نفسه تغير بشكل كبير جداً.
قد لا تكون الصورة قاتمة إلى هذا الحد، ولكن الخوف من المستقبل، حيث يصبح ما نرفضه اليوم واقعاً علينا أن نعيشه لا محالة.
نعم نحن نرفضه ونعيش على أيام خلت، ونعتبر أن الذكرى زادنا نقتات منها ونعيش حاضرنا على ما فيها مع أن الناس يقولون إن الماضي لا يعود ولكننا نحياه مهما طال الزمن لأنه مزروع في وجداننا وفي عقولنا وقلوبنا، ولا نستطيع أن نقبل بظواهر هي من وجهة نظرنا غير صحية فمثلاً:
- اللاعب الذي لا يقدّم كل جهده مع المنتخب كي لا يصاب ولا يحرم من اللعب مع ناديه أو يتأثر بإصابة تفقده عقداً أكبر هل يعتبر حالة صحية؟!...
- البلد الذي يجنّس لاعبين أجانب وهم الذين يرفعون علمه في المحافل الدولية هل هي ظاهرة صحية؟... قد يقول قائل إن البلدان المتحضرة تجنس لاعبين أجانب وهذا الأمر صحيح ولكن لديها آلاف اللاعبين المحليين وهي فقط تريد إكمال العقد، ومع ذلك لا نرى أن هذا الإجراء ظاهرة صحية.
- عندما ترفض معظم أندية الدوري التحكيم المحلي وتدفع مئات الألوف من الدولارات لحكام أجانب في المباريات المهمة وغير المهمة لأنها لا تثق بحكامها المحليين، والأكثر من ذلك أنها لا تثق بإمكانيات مواطنيها الأصليين ولا تعطيهم الفرصة كي يتقدموا مع أن بعضهم يملك المواصفات التي تؤهله أن يكون مبدعاً فهل يعتبر ذلك ظاهرة صحية؟!...
- عندما ننظر إلى دولة كالصين استطاعت إبهار العالم بإمكانياتها البشرية أولاً وهي لا تعيش حالة رفاه واستقرار اقتصادي ألا نتساءل لماذا هي قادرة على مجاراة أكبر الدول في العالم تحضراً ونحن العرب بشكل عام نعجز عن إقناع العالم بإمكانياتنا، إن لم نقل أننا في الأساس لسنا مقتنعين بإمكانياتنا ولا نبحث عنها لنوظفها بشكل صحيح؟!.
- يتمنى البعض خسارة أي نادٍ غير ناديه حتى في الاستحقاقات الخارجية ويبدو أن جل اهتمام البعض فوز هذا النادي بكرة القدم وخسارة الآخر والتشنج والتعصب وعدم قبول الآخر، وما يجب أن تجمعه الرياضة تفرقه الرياضة مع أن المقولة في العالم كله مفادها: ما فرقته السياسة تجمعه الرياضة فهل هذه ظاهرة صحية أم الوضع بات يتطلب إعادة تربية البعض من جديد؟!.
إنها أمثلة.. وما يمكن أن يسرد في هذا المجال أكبر، وسنختلف بالتأكيد، ولكن يجب في كل الأحوال أن نتمعن بآراء بعضنا البعض.. الآراء المبنية على منطق وليس الرفض لمجرد الرفض أو الاستهزاء بكل رأي يخالف وجهة نظرنا.