تقف المعلمة بمدرسة الثانوية الثالثة بمحافظة أبوعريش منيرة علي الحارثي عاجزة بين أداء رسالتها التعليمية ورعاية طفلها المريض عبدالله الذي يبلغ من العمر عاما واحدا، حيث أغلقت جميع الأبواب التي طرقتها المعلمة وزوجها المرابط في الحد الجنوبي لتحقيق نقلها إلى محافظة الطائف لتكون بجوار ابنها الذي يعاني متلازمة داون وثقبا في القلب، وحاجته لرعاية طبية وأسرية، بعد أن تعذر علاجه بمنطقة جازان لعدم توافر الإمكانات.
تقف المعلمة بمدرسة الثانوية الثالثة بمحافظة أبوعريش منيرة علي الحارثي عاجزة بين أداء رسالتها التعليمية ورعاية طفلها المريض عبدالله الذي يبلغ من العمر عاما واحدا، حيث أغلقت جميع الأبواب التي طرقتها المعلمة وزوجها المرابط في الحد الجنوبي لتحقيق نقلها إلى محافظة الطائف لتكون بجوار ابنها الذي يعاني متلازمة داون وثقبا في القلب، وحاجته لرعاية طبية وأسرية، بعد أن تعذر علاجه بمنطقة جازان لعدم توافر العلاج.
حرمان من النقل
تعيش المعلمة منيرة الحارثي معاناة كبيرة بعد تخليها عن رعاية طفلها المريض «عبدالله»، ورفض نقلها رغم الظروف الصعبة التي تعانيها.
وأوضح زوج المعلمة النقيب فيصل الحارثي لـ«الوطن» أمس، أنه تقدم بطلب نقل زوجته إلى الطائف وقدم كافة الإثباتات المرضية لتكون قريبة من طفلهما الرضيع، إلا أن جميع الأبواب سدت في وجهه، لافتا إلى أنه وزوجته يعيشان معاناة حقيقية وظروفا صعبة بسبب حاجتهما إلى الوقوف على طفلهما ورعايته طبيا وأسريا لما يعانيه من أمراض، بالإضافة إلى أنه يعيش على الأجهزة الطبية بمستشفى الطائف، وأن زوجته تقدمت بطلب استفادتها من برنامج «خلافة الغازي» في تعليم جازان، إلا أنهم قاموا بندبها إلى مدينة جدة ثم رفض الطلب.
وأضاف: كل ذلك حدث بالإضافة إلى حرمانها من مدرستها التسجيل في حركة النقل الخارجية، مؤكدا أنه تقدم بخطاب إلى الجهات المعنية للوقوف معهما، ومد يد العون والمساعدة في نقل زوجته للطائف لترعى ابنهما المريض.
غياب الخدمة الصحية
أكدت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة جازان في ردها على استفسار تعليم جازان حول حالة الطفل -الذي اطلعت الصحيفة على نسخة منه- أنه حسب التقارير المرفقة فإن الطفل يعاني من متلازمة داون، وثقب في القلب، ويحتاج إلى مركز متخصص في أمراض القلب، كما أن الخدمة المناسبة لحالته الصحية غير متوافرة بالمنطقة.
اغتراب نفسي
حول حالة منيرة وغيرها من الحالات، علق رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح الغامدي لـ«الوطن» قائلا: إن مثل هذه الحالات تحدث، وتعاني كثير من الأمهات العاملات في مناطق بعيدة من عدم قدرتهن على الاهتمام بأطفالهن المرضى. وقال بالنسبة لوضع المعلمة فابنها يعاني من عدة أمراض، الأمر الذي يتطلب رعاية خاصة جدا قد لا تتوافر له بعيدا عن أمه.
ولفت إلى أن الأمهات في مثل هذه الحالات يصبن بحالة نفسية تعرف بـ«الاغتراب النفسي» نتيجة للضغوط النفسية التي تتعرض لها، والتفكير الدائم في حالها وحال ابنها المريض الذي تعيش بعيدة عنه بحكم عملها في منطقة غير منطقتها، مشيرا إلى أنه يمكن أن يصبن الأمهات العاملات في مثل هذه الحالات بالاكتئاب الذي يولد شعورا بالذنب يؤدي بها إلى لوم الذات، وهو أحد الأساليب السلبية لمواجهة الضغوط التي يسببها البعد عن أداء مهمة الأمومة.
وأضاف: «هذا الشعور السلبي قد يزداد في ظل وجود زوجها بعيدا عن الأسرة أيضا»، مناشدا وزارة التعليم عبر «الوطن» توفير سبل الراحة النفسية لهذه المعلمة من خلال التحقق من وضعها، والعمل على إيجاد أسرع الحلول للنقل، لتكون إلى جانب ابنها الذي يحتاج رعايتها، خصوصا أن آلية النقل للظروف الخاصة جاءت لمثل هذه الحالات، ولتجنب الآثار النفسية التي قد تلحق بالموظفة، مما ينعكس سلبا على أدائها الوظيفي.