توصلت دراسة كندية إلى أن الناس الذين يتشاركون بنفس الاسم من الممكن أن يتشاركوا أيضا في المظهر النمطي، خاصة في منطقة حول العينين، وعند منطقة الفم، وعللت ذلك بأن الإنسان يستخدم عضلات وجهه لتتوافق مع اسمه، مثل فتاة باسم فرح، يعاملها الناس بطريقة تتناسب مع هذا الاسم، فيتطور هذا الاعتقاد إلى مظهر ونظرة وسمات معينة.
أسماء ووجوه
اكتشف العلماء ـ في تجربة نشرت في Journal of Personality and Social Psychology واستعرضها موقع npr أنه «عندما يرى أشخاص إنسانا غريبا، وتعطيهم 5 أسماء ليخمنوا منها من هو هذا الشخص، فإنهم يختارون الاسم الصحيح بنسبة 35 %». وتقول الطبيبة النفسية من جامعة بروك في كندا كاثي موندلوش، إن «تحديد الأشخاص من خلال أسمائهم بنسبة 35 % يؤكد ارتباط الاسم بالشكل». وأجرى الفريق البحثي المزيد من الدراسات والتجارب حول هذا الموضوع في ظروف مختلفة ومع مشاركين جدد، واستخدموا خوارزمية جهاز كمبيوتر واحد، فاكتشفوا أن هناك تطابقا وترابطا بشكل موثوق بين الأسماء والوجوه. وتقول يونات زويبنر المؤلفة الرئيسية في الدراسة «أجرينا عشرات التجارب، وفي كل مرة كان لدينا الشعور بأن هذا التصور لن ينجح هذه المرة، ولكن في كل مرة نجحت، كان ذلك مفاجئا لنا».
تشابه في مناطق محددة
في تجربة أخرى، قام الباحثون ببرمجة جهاز كمبيوتر ليجد أوجه التشابه لأوجه أشخاص يحملون نفس الاسم، فوجدوا أن الناس بنفس الاسم يتشابهون في منطقة حول العينين، أو عند منطقة الفم. وباستخدام هذه المعلومات كان بإمكان الكمبيوتر أن يحدد الوجه الصحيح للاسم فيما يقارب 60 % من الحالات عندما يعطى خيارين فقط. تقول زويبنر: إن «التشابه بين أصحاب الاسم الواحد كان في الأماكن التي تتضح فيها تعبيرات الوجه المختلفة، ربما يستخدم الإنسان عضلات وجهه لتتوافق مع اسمه، تخيل فتاة باسم فرح مثلا، ومنذ أن ولدت يعاملها والداها والناس والمجتمع بطريقة تتناسب مع هذا الاسم، بالقول مثلا كنت حقا بهيجة أو فرحة، فتبتسم الفتاة كما يوحي اسمها تماما، ويتطور هذا الاعتقاد إلى مظهر ونظرة وسمات معينة، وربما لأنها تبتسم أكثر بسبب التعليقات الإيجابية التي تسمعها عند الابتسام».
تفسيرات أخرى
تقول الطبيبة النفسية وعالمة الأعصاب في جامعة ميلسابس في ولاية ميسيسيبي ميليسا لي: إن «لدي العديد من الزملاء الذين يقولون إن اسمي الأول لا يناسبني، ولذلك أستخدم اسمي الأوسط، وذلك ربما لأن اسمي لم يكن مطابقا للصورة النمطية لوجهي». وتقول موندلوش «ومع ذلك لربما تكون هناك تفسيرات أخرى للعلاقة بين الأوجه والأسماء، التفسير الأول ربما أن واحدا أو اثنين من تلك الأسماء التي اختارها الباحثون كانا ليسا شعبيين، وذلك يعني أنه لا أحد يختار هذين الاسمين، ولكن اختاروا الاسم الثالث، وبذلك سيتم اختياره بنسبة 35 % من الحالات، وبالتالي لا نستطيع في الواقع أن نختار الاسم الصحيح لوجه شخص ما، وما يحدث أننا نكون جيدين في استبعاد بعض الأسماء، والتفسير الثاني أننا نستطيع تغيير مظهر وجهنا بصرف النظر عن أسمائنا وردود فعل الناس عليها».
ارتباط وراثي
أوضحت موندلوش أن «الآباء يؤثرون على مظهرنا الخارجي، لأننا مرتبطون وراثيا بهم، وأعتقد أن جزءا كبيرا من مظهرنا الخارجي بسبب الجينات الوراثية، ونظامنا الغذائي، والإجهاد، وهذا لا يعني أن الدراسة لا ترى تأثيرا صحيحا، فظاهرة التشابه بين الاسم والوجه موجودة»، متمنية أن يخوض العلماء الآخرون في ذلك ليروا ما يمكن أن يقود هذا التأثير.
ارتباط وثيق بين الاسم والوجه
35 % نسبة تحديد البشر بدقة لشخص من بين مجموعة أسماء
60 % نسبة تحديد الكمبيوتر بدقة لشخص من بين مجموعة أسماء