كما عودتنا الساهرة على أمننا واستقرارنا؛ وزارة الداخلية بأجهزتها الأمنية التي تُمثل برجالاتها القلب النابض لهذا الوطن، بل حتى للآخر خارج الحدود حين ساعدت بمعلومات أميركا في الكشف عن مؤامرة الطرود المفخخة؛ استطاعت مؤخرا أن تُحبط خططا إرهابية ضد منشآت حكومية ومسؤولين ومستأمنين على وشك التنفيذ بتفكيك 19 خلية في مناطق المملكة، والقبض على 149 من الإرهابيين الذين لا أقول إنهم ممن غُرر بهم؛ فما داموا يمتلكون عقولا تعي معنى الجريمة ويصرون على ارتكابها، فهؤلاء شرٌ مستطير ينبغي استئصاله؛ واستطاعة الأجهزة الأمنية إجهاض محاولات الاغتيال التي قصد بها عدد من المسؤولين والإعلاميين تعطي شعورا بالاطمئنان أن هناك من يتولى حماية هؤلاء من كيد الذين ضلّ سعيهم فلا يرجون إلا ما حصدته أيديهم. ما أود الإشارة إلى أهميته هنا؛ أن محاولاتهم لتنفيذ جرائم الاغتيال بحق المسؤولين ورجال الأمن ليس أمرا جديدا عليهم فهو ضمن أجندتهم؛ وجميعنا يتذكر المحاولة الآثمة التي قام بها العسيري في بيت الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية؛ إلا أنهم يكيدون والله تعالى فوق كيدهم، فنجاه من مكرهم؛ لكن الآن ما صرح به المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية من محاولات لاغتيال عدد من الإعلاميين ممن هم لهم بالمرصاد، وهي ليست المحاولات الأولى؛ فإنما يؤكد على أمرين مهمين؛ أولهما محاولاتهم الحثيثة في تغيير استراتيجياتهم التكتيكية للبقاء على وجودهم الفكري التكفيري في النسيج الاجتماعي؛ فعن طريق وجود جذوره الفكرية المتطرفة يجندون ضحاياهم من المراهقين والنساء بشكل خاص ويمولون مشاريعهم التخريبية من تبرعات الخيرين؛ ولأن رجال الأمن لهم بالمرصاد في الميدان خلال تفكيكهم لخلاياهم والقبض عليهم؛ فإن الإعلاميين بما يكتبونه ويصورونه تلفزيونيا عبر الميدان الإعلامي؛ هم من يفضحون جذورهم التكفيرية المتطرفة التي تغذي التفكير الإرهابي وينيرون وعي الناس بالتحذير من تصديقهم؛ وبالتالي الإعلاميون هم من يفتكون بمحاولاتهم في التجنيد الفكري لضحايا يستهدفون تحويلهم إلى قنابل انتحارية بين المستأمنين بعد غسل أدمغتهم بالحور العين؛ ولذلك كانوا ضمن مخططاتهم؛ وهذا ما يؤدي بي للأمر الثاني، وهو تأثير وقوة رسالة الإعلاميين في مواجهة الفكر الإرهابي؛ وخلخلة وزعزعة استراتيجياتهم التنظيرية؛ وبالتالي فشلهم من تجنيد مزيد من المراهقين والنساء. لا شكّ أن رسالة الإعلاميين لمواجهة التفكير المتطرف والإرهابي عبر الصحف والقنوات المرئية؛ تمكنت من أداء أهدافها الوطنية في ظل الحرية المسؤولة التي تم منحهم إياها خلال السنوات القليلة الماضية؛ لكن المشكلة التي أريد أن أسلط الضوء عليها كونها تزيد من حساسية وضعهم ومن الخطورة على حياتهم في ظل إخلاصهم الوطني في مواجهة جذور هذا التفكير الإرهابي وفضحه؛ هي التأليب والتحريض المستمر الذي يواجهونه في الشبكة العنكبوتية، للتحريض ضدهم تكفيرا وتفسيقا؛ فمثل ذلك يسهل على الإرهابيين استهدافهم بل ويسهل تجنيد المراهقين المتحمسين ضدهم ببساطة ما دام هؤلاء مستمرين في تحريضهم العنكبوتي دون ردع أو إيقاف.