في وقت يترقب فيه نحو 700 ألف معلم ومعلمة إقرار لائحة وظائفهم الجديدة، تسبب ملفان مهمان الأسبوع الماضي في تسخين العلاقة بين وزارة التعليم ومعلميها، وتباعدت المسافة الحميمية بينهما، حيث يرى الكثير من المعلمين أن وزارتهم أخفقت في نجاح مشروعهم المنتظر والمتعلق بـ«التأمين الطبي»، ومما زاد الطين بلة ورفع مستوى الغضب تناقل المعلمين تصريحا لوزيرهم يؤكد فيه أن المدارس الحكومية باتت تفتقر إلى المعلمين «الحقيقيين». «الوطن» تابعت منصات المواقع الاجتماعية وفي مقدمتها «تويتر»، ورصدت تباعد العلاقة بين وزارة التعليم والمعلمين على مستوى الحدثين، حيث سجلا رقما عاليا في التغريدات والتعليقات من خلال وسمي #التأمين_الطبي_الاختياري_للمعلمين ووسم #العيسى_يهاجم_المعلمين.


زخم إعلامي

صدمة المعلمين من نتائج المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان التأمين الطبي للمعلمين، جاء عقب حملة إعلامية وزخم إعلامي ساقته وزارة التعليم من خلال مواقع التواصل ووسائل الإعلامي، مما رفع مستوى الطموح، والأحلام للمعلمين الذين يعتبرونه فرجا لأحد همومهم المنتظرة، والذي يطالبون به منذ سنوات، إضافة إلى أن الأخبار الأولية لإعلان المشروع التي أصدرتها الوزارة كانت تهيئ أنه سيقدم بخدمات عالية وأسعار منافسة، وأن الوزير سيرعاه الخميس الماضي لأهمية الحدث، كونه باكورة مركز الخدمات الذي وجه الوزير بانطلاقته منتصف شوال الماضي.


إعلان التأمين

عاش منسوبو وزارة التعليم قيلولة ساخنة الخميس الماضي، ينتظرون تفاصيل أحد أحلامهم ومشاريعهم التي يطالبون بها منذ سنوات طويلة، إلا أنهم صدموا بتفاصيل المشروع وبأسعار الباقات العالية، والذي تضمن أيضا إقصاء الوالدين والمتقاعدين.

في المقابل، دشن متابعون للمؤتمر في «تويتر» وسم #تأمين_المعلمين_صدمة، تضمن عبارات الامتعاض، والإحباط من نتائج المشروع، ومزايا الاستفادة من الباقات التي لا تختلف كثيرا عن التأمين العائلي من أي شركة تأمين في حال رغبة المعلم أو المعلمة، متسائلين عن دور الوزارة في المشروع وماذا قدمت لهم!

الحراك الغاضب من المعلمين بمواقع التواصل الاجتماعية عقب إعلان المشروع، دفع مسؤولي الوزارة إلى إعلان بعض رسائل التهدئة خوفا من إجهاض المشروع، فغرد متحدث التعليم مبارك العصيمي بعد ساعات من المؤتمر، بأن الوالدين سينضمون في مشروع قادم للتأمين حال رغبة المؤمن، إضافة إلى منح المشتركين في المشروع خلال الأشهر الـ3 الأولى ميزة عدم الفحص الطبي، فيما اعتبر مغردون ذلك بخطوات للحيلولة دون إخفاق المشروع أمام نظر المعلمين.





تنازلات التعليم

لم تمر ساعات على موجة النقد لمشروع التأمين، حتى أكدت الوزارة من خلال متحدثها الرسمي مبارك العصيمي بـ«تويتر»، أن الوالدين سوف ينضمون للتأمين في مشروع مستقبلي، إضافة إلى تحفيز المعلمين للتسجيل بمنح المسجلين خلال الأشهر الـ3 الأولى ميزة عدم إلزامهم بالفحص الطبي، كخطوة لتحفيزهم للتسجيل خوفا من إجهاض المشروع في مهده، كما أظهرت تغريدات المعلمين.


معلمون حقيقيون

لم تهدأ رياح الغضب والعتب للتأمين، حتى تزاحمت تغريدات وتعليقات عتب المعلمين بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، من خلال وسم #العيسى_يهاجم المعلمين، بعد تناقلهم خبرا لوزير التعليم أن المدارس الحكومية باتت تفتقر إلى المعلمين الحقيقيين، فيما استهجن المعلمون وصف وزيرهم، مؤكدين أنهم يبذلون ما بطاقتهم من عطاء ويجتهدون رغم ظروفهم، وتأخر نقلهم الخارجي، ومعاناتهم في الوصول لمدارسهم التي تبعد عنهم مئات الكيلومترات وفي مناطق نائية وجبلية، خاصة المعلمات.