الممثلة المغربية لطيفة أحرار تقول لمنتقديها عندما قدمت مشاهد جريئة في مسرحيتها "كفر ناعوم أوتو- صراط": "قالوا إن العرض غير أخلاقي، لكن لم يقولوا هل ما قدمته فن أم لا، لأن العرض لم يشاهده أحد"!

أنا لم أشاهد العرض، وبطبيعة الحال لن أتكلم عن جزئية الفن فيما قدمته أحرار، ولكن صور أحرار التي انتشرت في الإنترنت تزيح الستار عن ممثلات يبررن استخدامهن لمشاهد العري بأنه عامل مهم لإيصال الفن!

هنا تكمن الخطورة، فمن المستحيل أن تكون المشاهد الجريئة عامل جذب لأي مشاهد ذواق للفن، بل ستكون بداية سيئة لأي مراهق يحاول أن يتصيد المشاهد الإباحية في شاشة التلفزيون أو على خشبة المسرح.

دائما ما نطلق على أنفسنا مجتمعات محافظة تمنع هذا النوع من الفن، إن استطعنا أن نسميه كذلك، ولكن في الطرف الآخر وخاصة في الغرب ستجد عشرات الآلاف من العائلات المحافظة أيضا، وناهيك عن رفضنا لمثل هذه المشاهد، فإن الفن الذي سيقدم من خلالها لن يكون ذا قيمة في حال لم يشاهده أحد نظرا لعبثيته واستغلاله لثقافة الجسد.

أطرح مثالا آخر، "سميرة في الضيعة" فيلم مغربي فجرت من خلاله سناء موزيان طاقاتها الفاتنة وأشعلت دور السينما، من خلال تقديم "مشاهد تابو" لا تليق إلا بتفكير الشاذين، ومن هنا تبدأ المؤامرة الكبرى لتجريد السينما من رسالتها السامية وتحويلها إلى سلعة رديئة تحاكي غريزة من أهم غرائز الإنسان وهي الجنس.

تصوير الواقع لا يحتاج إلى كاميرا بقدر ما يحتاج إلى خيال مخرج، ولكن إذا ارتبط خيال ذلك المخرج بنزع الملابس وتبادل القبل واقتحام غرف النوم، فهذا هو الإفلاس السينمائي!

لك أن تتخيل كم فيلما أميركيا عرض في صالات السينما وحقق إيرادات ضخمة دون أن تكون هناك "قبلة" واحدة على الشاشة. نحن كعرب دائما ما نختار "مخادع النساء" لإنقاذ الموسم!