هل حقا نجحت الجمعيات الخيرية في تحويل الأسر المحتاجة إلى منتجة أو أنهت معاناتها حتى تدفع من حساباتها لتشطيب المستشفيات! أو صرف مبالغ طائلة على مشاركات شكلية في المهرجانات والفعاليات، وكيف لي كمواطن أثق أن ما سأدفعه لتلك الجمعيات سيذهب فعلا لمستحقيها بدلا من أن يذهب لاستعراض علاقات الجمعية في المجتمع.
كنا نطالب مرارا ألا نتبرع لأولئك المتسولين حول الإشارات والمساجد وأن تذهب لحسابات الجمعيات الخيرية، فهي الجهة الصحيحة والمعنية بدعم المحتاجين، ولكن بعد أن ظهرت لنا جمعيات تصرف ما جمعته من تبرعات لصالح تشطيب مبانٍ حكومية من باب البهرجة تحت ذريعة المسؤولية المجتمعية أصبحنا نتردد في دعم تلك الجمعيات.
لتقنعنا الجمعيات الخيرية بأنها فعلا نجحت في معالجة معاناة الأسر المحتاجة حتى يحق لها أن تصرف ميزانيتها على شراكات مجتمعية لا داعي لها في ظل استمرار المعاناة، ووجود من هو أحوج لتلك المبالغ التي تذهب دون وجه حق في غير مسارها الصحيح.
تشطيب المستشفيات ليس من صلاحية الجمعيات الخيرية، حتى لو كانت الحجة في ذلك رغبة «فاعل خير»، فهناك الشؤون الصحية يستطيع المتبرع التوجه لها وتشطيب مستشفياتها، أو أنه بإمكان الجمعية أن تقنع هذا المتبرع بأن هناك محتاجين هم أولى بذلك الدعم، وأتصور أن من يريد الخير لن يتوانى عن دعم الأسر المحتاجة التي عجزت الجمعيات الخيرية عن ملامسة احتياجاتها، والاكتفاء بالدعم غير الكافي لها.