خسارة بطولة أو مباراة في كرة القدم ليست نهاية المطاف، ولا ينبغي أن نتعامل معها بكثير من السخط والجزع، فالخسارة في عالم الكرة أمر وارد بشكل كبير، حيث علمتنا التجارب أن هذه المجنونة مليئة بالمفاجآت، حتى وإن كانت تلك المفاجآت مؤلمة لأنصار أي فريق، مهما بلغت قوته وسطوته على منافسيه داخل المستطيل الأخضر، لكن الأمر غير المقبول والأكثر إيلاما لعشاق أي فريق هو أن يروا ناديهم الذي يعشقونه لا يفقد المكتسبات التي حققها فحسب، بل يخسر معها كذلك قيمته وقامته وهيبته وهامته، وأن يتم وأد أحلام وآمال مدرجه العاشق، دون أن يكون هناك أي حلول ناجعة وجذرية من إدارة ناديه.
ما يحدث للأهلي هذه الأيام أمر لا يليق أن يحدث لبطل الثلاثية الذي استطاع أن يفرض هيبته على منافسيه في الموسم الماضي، حيث كان لزاما على إدارة النادي الحالية أن تحافظ على ذلك الوهج والزخم الذي كان عليه الفريق، لكن للأسف الشديد جميع الأحداث التي حدثت هذا الموسم أعطت إيحاء لدى جٌل الأهلاويين أن موسهم الحالي سيكون موسما للنسيان، إن لم تتدارك إدارة النادي الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت حتى الآن، والتي بدأت من عدم وجود شخص فني قادر على مناقشة السويسري جروس في قناعاته الفنية، مرورا بحالة الفلتان الإداري في الفريق الأول، مما تسبب في العديد من الإشكاليات بين اللاعبين، والتي يعرفها جيدا القريبون من النادي. لكن السؤال العريض الذي يطرح نفسه، هل لدى إدارة المرزوقي القدرة على العودة بالفريق إلى وضعه الطبيعي، وتصحيح جميع الأخطاء التي تسببت في وضع الفريق الحالي؟ أم أن المكابرة ستكون شعاره، مما سيكلف الأهلي وأنصاره مزيدا من الجراح.