ولأن رئيسنا وأستاذنا الدكتور عثمان الصيني منع استخدام "علامات التعجب" في العناوين، فأنا استأذنه هذه المرة بأن يتجاوزها لمقتضيات الحال والحالة!
"حمّال الأسيّة" هو الشخص الذي يبذل روحه لترميم مشاكل الآخرين، واحتوائهم، وبذل ما يستطيع لأجلهم، دون أجر ودون مقابل، و"عساه يَسلم بعد"!
حمّال الأسيّة الذي أعنيه هو جهازنا الوطني العملاق، الجدير بالشكر.. الجدير بالثناء.. الجدير بالتقدير.. "الدفاع المدني".
هذا الجهاز الحيوي، الذي أصبح ملاذ الناس هذه الأيام الماطرة.. كلما غرق شارع، أو امتلأ نفق بالماء؛ هرع الناس نحو الدفاع المدني!
وكلما علقت سيارة في بطن أحد الأودية وضاقت بصاحبها السبل استنجد بالدفاع المدني!
وكلما عزلت السيول الناس في منازلهم اتصلوا بالدفاع المدني!
وربما لو أدركت الراحلة "فايزة أحمد" مجهودات هذا الجهاز الحيوي لكانت ارتدت شعاره الجميل وهي تتمايل مع أغنيتها الشهيرة: "حمّال الأسيّة يا قلبي.. حمّال الأسية.. وبتنسى الأسيّة.. طول عمرك يا قلبي"!
ناهيك عن أن الدفاع المدني يدفع هذه الأيام ثمن أخطاء فادحة لا علاقة له بها!.
فضح المطر مشاريع درء السيول وغرقت الشوارع والأنفاق والبيوت، واختفى المتسببون، مقاولون وغيرهم، وخرج أبطال الدفاع المدني بآلياتهم وسياراتهم لإنقاذ الناس.
ليس هذا فحسب، بدأ "مهايطية الشعبان والأودية" باقتحام مجاري السيول بسياراتهم، وعلقوا أو غرقوا، فهب أبطال الدفاع المدني للإنقاذ!
اليوم أعترف - جادا - أنني أتعاطف مع أبطال الدفاع المدني، بل وأشعر تجاههم بالفخر والاعتزاز.. وأرجو بالفعل أن ينال الجهاز تكريمه اللائق في الفعاليات الوطنية التي ستشهدها بلادنا خلال هذه السنة.
المشكلة لم أجد أحدا طيلة الأيام الماضية يقول شكرا للدفاع المدني.. من هنا وباسم قراء هذا العمود أقول: شكرا، وشكرا، وشكرا لرجال الدفاع المدني السعودي الأبطال.