واصلت الصحف الماليزية تغطيتها الموسعة لزيارة خادم الحرمين الشريفين، وأفردت حيزا كبيرا في صفحاتها لهذه الزيارة، مشيرة إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها حتى اللحظة تؤكد أن المباحثات بين قيادتي البلدين حققت أهدافها تماما. وأضافت أن البلدين بما يملكانه من إمكانات هائلة قادران على تحقيق تعاون اقتصادي يعود عليهما بمكاسب مشتركة. كما تطرقت إلى التنسيق الكبير بين البلدين في مجال التصدي للتنظيمات الإرهابية، وأن ماليزيا تتطلع للاستفادة من التجربة السعودية الرائدة في هذا المجال.


مجالات متعددة

وصفت صحيفة «بورنيو بوست»، إحدى الصحف الماليزية الكبرى الصادرة باللغة الإنجليزية، مذكرات التفاهم التي وقعت في قصر رئيس الوزراء الماليزي، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأنها تُعد رمزا لعلاقات ثنائية وثيقة وقوية بين البلدين تعكس شراكة وتفاهم الحكومتين في مختلف المجالات. وتناولت الصحيفة بالشرح مذكرة التفاهم في المجال العلمي والتعليم العالي التي وقعها من الجانب السعودي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور على ناصر الغفيص، ومن الجانب الماليزي وزير التعليم العالي سري إدريس جوسوه، فقالت إنها تُركز على تشجيع وتعزيز التعاون الفني في عدة مجالات، تشمل تبادل أعضاء هيئة التدريس والمدرسين والمتدربين والخبراء والطلاب، وإصلاحات هيكل التعليم العالي، والتكنولوجيات التعليمية الجديدة، وأي مجالات أخرى تعود بالفائدة للبلدين.




مباحثات مثمرة

قالت صحيفة «ماليا ميل» الماليزية إن المباحثات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق، كانت مثمرة وعكست العلاقات القوية بين البلدين اللذين يتطلعان إلى تعميق علاقات الصداقة والتقارب بينهما في المجالات كافة، مشيرة إلى أن الروابط التي تربط بين البلدين الشقيقين كبيرة ومتعددة، أبرزها الدين الواحد، وسياسة الاعتدال التي يتبعانها، وتركيزهما على تطوير علاقاتهما الاقتصادية، بما يسهم في تطورهما. وأضافت الصحيفة أن السعودية وماليزيا تتمتعان بمقدرات اقتصادية كبيرة. يمكن أن تتضاعف إذا تم تفعيل التبادل التجاري والاقتصادي بينهما، لاسيما في مجالات التجارة والسياحة وصناعة النفط.







آمال وتطلعات

أفردت صحيفة «ذا ستار» الماليزية مساحة واسعة لتغطية أخبار زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى كوالالمبور، مشيرة إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها حتى الآن تعكس حجم الآمال الكبيرة التي يعقدها مسؤولو البلدين على هذه الزيارة، مشيرة إلى أن حجم الوفد السعودي الكبير يعكس اهتمام الرياض. وأضافت أن الاتفاقات التي تم توقيعها حتى الآن تؤكد أن هناك الكثير من الفرص الاقتصادية الواعدة التي يمكن أن تثمر عن فوائد اقتصادية كبيرة. وتابعت «المملكة العربية السعودية دولة ذات إمكانات اقتصادية كبيرة، ولها تطلعات وطموحات واسعة لتطوير اقتصادها، وأعدت خطة للتحول الاقتصادي والاجتماعي، أُطلق عليها رؤية المملكة 2030 لتحديث مجالات الاقتصاد السعودي والبحث عن مصادر دخل جديدة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، لاسيما بعد انخفاض الأسعار العالمية وتأرجحها، ويمكن لماليزيا أن تقدم الكثير في سبيل تنفيذ تلك الرؤية، وفي ذات الوقت تحصل على مكاسب اقتصادية مشتركة».




مقدرات كبيرة

أما صحيفة «نيو ستريت تايمز» الماليزية فقد قالت إن كوالالمبور تضع في اعتبارها أن اختيارها كمحطة أولى لزيارة الملك سلمان الحالية يؤكد حجم التقدير الذي تضعه المملكة لها، مضيفة أن الواقع الاقتصادي العالمي في الوقت الحالي يحتم على البلدين تفعيل التعاون الاقتصادي بينهما، لما فيه مصلحة شعبيهما، وأضافت أن السعودية بوصفها أكبر دولة منتجة للنفط في العالم يمكن أن تقدم فوائد كبيرة لماليزيا، ومساعدتها في استكشاف مواقع جديدة، مشيرة إلى أن شركة أرامكو العملاقة تمتلك تجارب هائلة في هذا المجال. وتطرقت الصحيفة إلى جهود الرياض في مكافحة الإرهاب، وما حققته من نجاحات لافتة، وتابعت أن كوالالمبور تتطلع إلى الاستفادة من تلك التجربة، والوقوف على طبيعة العمل في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، بوصفه أشهر الجهات التي تعمل في مجال إعادة دمج الذين تورطوا في أعمال إرهابية في المجتمع من جديد، وهو ما عكسته تصريحات رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق.