في ظاهرة فريدة من نوعها، أصبحت كثير من المدن تزيّن شوارعها وميادينها بأشجار من حديد، وبأعشاب بلاستيكية خضراء.
كان هذا هو الحل المثالي في نظر المسؤولين لتشجير المدن.
المواطن يريد مسطحات خضراء؟ حسنا، فلنصنع له أشجارا حديدية وأعشابا بلاستيكية، ندهنها بلون أخضر، لا تحتاج إلى ماء ولا سماد ولا عناية!، هي رسالة واضحة لمدى اهتمام المسؤول بالبيئة والأشجار، بل إنها رسالة واضحة لكيفية تعامل بعض المسؤولين مع رغبات المواطن.
من يزيف أشجارا قادر على تزييف مساكن، ووظائف، ورعاية صحية، وهيئات ومؤسسات وهمية. وصل بنا الحال إلى أن نعجز عن زراعة شجرة، مجرد شجرة!
عاصمة بلدنا الحبيب كمثال تزرع أشجارا من حديد. أصبح غرس الشجرة عملا صعبا جدا لا نستطيع إنجازه.
إذا كنا نعجز عن زراعة شجرة طبيعية، فكيف سنصنع مستقبلا واعدا؟ إذا كنا نعجز عن زراعة مسطحات عشبية طبيعية، فكيف سنتعامل مع الأزمات الحقيقية؟
العواصم بوابات وعناوين الدول، وعاصمتنا مع الأسف تزيّن شوارعها بأشجار حديدية وهمية. كثير من بلاد العالم تعيش في بيئة صحراوية، ولكن لا أعتقد أن أحدا سبقنا إلى هذه الفكرة العجيبة.
الرياض تريد أن تتنفس، تريد أن تعيش، تريد أن تقاوم الصحراء. تذكروا أيها المسؤولين أن اسمها "رياض".