ثرثرة حالكة السواد، منفلتة من عقال الضوابط الأخلاقية، لما فيها من التجني والعبث، والانتقاص المبطن، هذا ما فعله "أحمد سعيد محمديه" الصحفي الفلسطيني، وصاحب دار "العودة" اللبنانية، في كتابه "حياتي بين الشعر والشعراء"، يعترف محمديه في مقدمة كتابه أنه تردد في الكتابة عن الشعراء الذين عرفهم، لخوفه من غياب الإنصاف أو الادعاء الكاذب "فثمة تلاق وتفارق بيني وبينهم، وذم وإطراء مع بعضهم، ومعايشة وطلاق مع آخرين، أو اتهام وإنكار أو إقبال وتفارق"، ولكن محمديه تعمد نزعة الافتضاح المذموم، لرمز شعري سعودي، ورائد من رواد الحركة الأدبية في بلادنا، قال عنه طه حسين: "لقد سمعت بين من سمعت من الشعراء شعر الأستاذ الصديق "حسن عبدالله القرشي" ولم أكد أسمعه حتى كلفت به، إنه يبشر البيئات العربية الأدبية بأن مهد الشعر قد استأنف مشاركته في إغناء النفوس، وإمتاع العقول، في شعره ما يشوق ويروق، ويرضي طلاب الرصانة وعشاق الجمال"، وقال أحمد حسن الزيات: "في شعر حسن القرشي نفحات من الحجاز، ولمحات من قريش، وهذا دليل على أن مشارق النور لا تزال تهدي، ومنازل الوحي لا تزال تلهم". لن أسرد ما قاله معاصروه من مشاهير شعراء وأدباء العالم العربي، كالبياتي، وتيمور، وبلند الحيدري، وعبدالقادر القط، وغادة السمان، والفيتوري، وأحمد رامي، والسحرتي، وصلاح عبدالصبور، وصالح جودت، وصيدح، وأحمد كمال زكي، وأودنيس، والمستشرق الإسباني "فيدريكو، وسميح القاسم، وعبدالله عبدالجبار، وسليمان العيسى، وفدوى طوقان، ورجاء النقاش، وفاروق شوشة وغيرهم، ولن أستعرض مشاركاته كعضو في مجامع اللغة العربية، ولا عن الدراسات والرسائل العلمية التي تناولت شعره، ومؤلفاته النثرية، وأبحاثه ومحاضراته، لقد ترك "محمديه" كل هذا المنجز الضخم، والسيرة الحضارية والإنسانية، ليذهب إلى المغالطات والمكاشفات المتربصة، والقصدية المعلولة لخلخلة "التسامي" وإعضال وتهشيم الصورة المضيئة، وما علق بالأذهان من مكانة ونقاوة وسطوع لـ"حسن عبدالله القرشي"، فتعمد التشهير والتجريح والإساءة والأذى، لقد انصاع لما تضمره دواخله من استدلالات مستهجنة وغير بريئة، ومن كسر للموانع والرواسخ المشروعة في رصد وتوثيق السيرة الذاتية للآخرين، وحرية المسموح بالتحرك به داخلها وحولها، لقد ارتكب "محمديه" المحظور بكل المقاييس العقلية والأخلاقية، مع وضوح التعاطف مع "العشرين" شخصية التي كتب عنها، فلم يمس حياتها الشخصية بسوء، ولم يقترب من مكامن الضعف فيها، ولذا أطالب الدكتورة "ليلى حسن القرشي" بالرد على هذه الإساءة المحفوفة بالجور والتشويه، وهتك الأسرار، والإسقاط غير النزيه، والاغتيال القسري لوالدها، وقد ترفعت في هذه "المقالة" عن الاستشهاد ببعض تلك الإيماءات، والانفلاتات والتخرصات، والمضامين الخادشة التي أوردها "أحمد سعيد محمديه".