فيما استمرت مفاوضات جنيف4 المتعلقة بالأزمة السورية، أمس، قتل 42 ضابطا وجنديا من قوات النظام، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، اللواء حسن دعبول، ورئيس فرع أمن الدولة، العميد إبراهيم الدرويش، في هجومين متزامنين، استهدفا فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حيي الغوطة والمحطة بمدينة حمص. وقالت مصادر إعلامية إن ستة أشخاص تسللوا صباح أمس، إلى منطقتي الغوطة والمحطة، وفجَّروا أنفسهم في مركزين أمنيين بمدينة حمص«، مشيرة إلى مقتل رئيس فرع الأمن العسكري بحمص، وعناصر أخرى، لم تذكر رُتبهم. ونقلت وسائل إعلام عن محافظ حمص، طلال البرازي، قوله إن التفجيران تسببا في مقتل 42 شخصا وإصابة 24 آخرين، لافتة إلى استهدافهما مقري المخابرات العسكرية ومخابرات أمن الدولة. في هذه الأثناء تبنت هيئة تحرير الشام التفجيرين، معلنة مقتل 40 عنصرا وإصابة 50 بينهم رئيسا فرع الأمن العسكري ومخابرات أمن الدولة.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أنه رغم التشديد الأمني الذي يفرضه عناصر النظام على المقرات العسكرية، إلا أن اختراقها من جانب الثوار تكرر أكثر من مرة، وأنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها اختراق أمني لمناطق تابعة للنظام في حمص، حيث جرت عمليات سابقة استهدفت عدة مناطق حساسة. وذكر أيضا أن النظام يتبع إجراءات أمنية مشددة داخل مناطق سيطرته، ومثل هذا الاختراق الأمني سيخلق استياء في صفوف الموالين للنظام، على غرار ما حدث في هجمات مماثلة.
مفاوضات مباشرة
قال مكتب المبعوث الدولي إلى سورية ستفان دي ميستورا، إن الأطراف السورية المجتمعة في جنيف وافقت مبدئيا على إجراء المفاوضات بصورة مباشرة، فيما أخفق وفدا الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة القاهرة في تشكيل وفد موحد للمعارضة.
وأوضح عضو الهيئة العليا للمفاوضات، جورج صبرة، أن القبول بالتفاوض المباشر يستهدف اختبار مدى جدية وفد النظام، مضيفا أن المعارضة لا تريد أن يجري استخدام هذه الجولة من المفاوضات غطاء لاستمرار الجرائم والقصف والترحيل من قبل النظام.
انتهاء دور بشار
أكدت عضو وفد المعارضة إلى جنيف، بسمة قضماني، في تصريحات إعلامية، أنه لا دور لبشار الأسد في سورية، بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تشدد المعارضة على ضرورة تركيز البحث عليها خلال جولة المفاوضات الجارية في جنيف حاليا. مشددة في الوقت نفسه على»الواقعية والجدية«اللتين تقدم المعارضة بهما على المفاوضات. وقالت قضماني إن المعارضة تعلم أن المفاوضات هي المرحلة التي تسبق المرحلة الانتقالية، وتعني الانتقال بالسلطات إلى هيئة الحكم الانتقالي»وفي تلك اللحظة ليس هناك دور لبشار الأسد«. وفيما يتعلق بما وصفته»أسطوانة النظام بمكافحة الإرهاب«، قالت قضماني إن العالم أجمع أصبح يعلم أنه ليس هو الذي يقوم بذلك الدور، بل إنه يشجع الكثير من التنظيمات الإرهابية ويدعمها، فيما تواجه المعارضة مسؤولية التصدي لهجمات التنظيمات الإرهابية».