تعال معي إلى السوق، سنجد أن الأكياس الممتلئة كثيرة، فهناك كيس قهوة، وكيس أرز، وكيس طحين، وكيس خيار، وكيس بطاطس، وكيس أسمنت، وكيس جبس!
• تشتري ما تشاء بمالك، وتملأ حوض سيارتك بما تريد. المهم أن تدفع!
• لكن أن تجد في السوق "كيس درجات"، فهنا يفترض أن نقف ونتأمل!
في سوق "التعليم الخاص"، هناك أكياس درجات توزع بالمجان. علنا. أمام الله وخلق الله. ادفع وخذ ما تشاء من درجات. "على قد دراهمك تفرش لك الدرجات". لا يهم من هو والدك. المهم ما يوجد في جيب والدك!
• سأتجاوز كثيرا مما يحدث في التعليم الأهلي، فأنا أعرف جيدا فوضى الانضباط. الطالب يحضر ويغيب دون رقيب أو حسيب، وفي نهاية العام ملخص من خمس صفحات، وأحيانا من صفحتين.
نعم، صفحتان، و"الحسّابة بتحسب"، ألا تلاحظ كيف يتذمر كثيرون من الاختبارات التحصيلية والقدرات، لأنها تكشف العوار!
• تذكرت هذه اللحظة ما يقوله أحد الآباء: "فوجئت بأحد أبنائي يراسلني على الواتس أثناء الحصة". قلت: ومن الذي يستطيع منعه "الولد يدرس بفلوس أبوه"!
أما مدارس البنات، فالحكاية "حفلة" واستعراض، ولا يجرؤ أحد على المنع، "ويلك يا اللي تعادينا يا ويلك ويل"!
أيضا، سأتجاوز موّال الدروس الخصوصية. كثير من معلمي الثانويات الخاصة يعملون على مدار الساعة!
وسأتجاوز المبالغة في الرسوم، وسأتجاوز الشكوى من تأخير الرواتب، ومطالبة الموظفات بعمل مسائي دون بدلات، وسأتجاوز القفز على حرص بعض المدارس الخاصة على الاستثمار المالي وجشع ملاكها!
• لكن، ما لا يمكن ولا يقبل تجاوزه، هو توزيع الدرجات بهذا الكم الهائل، وكأنها كيس طحين، أمر ضار بمستقبل ملايين الطلبة والطالبات، والأصح أن نقول: ضار بمستقبل البلد على مدى السنوات القادمة.
• هل الرقابة على التعليم الأهلي ضعيفة في السعودية؟
الواقع يقول نعم؛ هل سمعتم عن رسوب طالب أو طالبة في مدرسة خاصة!
• إما أن عباقرة الطلبة والطالبات لدينا يدرسون في المدارس الخاصة، أو أن الولد كما قلت لكم: "يدرس بفلوس أبوه"!.