وسط جدل فقهي وثقافي واجتماعي وأمني واسع، التقى وزير الأوقاف المصري مختار جمعة، أمس، الداعيات والواعظات اللاتى عينتهن وزارة الأوقاف، بعد مسابقة كبيرة لتعيين نحو 11 ألف واعظا وواعظة، إذ أكد الدكتور جمعة أن دور الوزارة المهم حاليا، هو منع تسلل الإخوان والمتشددين إلى المنابر والمساجد.



إبعاد المتشددين

أشار جمعة إلى أن عمل الواعظات فى المساجد سيغلق هذا الباب، ويحول دون تسلل بعض أعضاء الجماعات المتطرفة المتشددة من اختراق العمل الدعوى النسائى، والتسلل إلى مصليات النساء، وهو ما كان يستغله أعضاء الإخوان وغيرهم، للتأثير على النساء، وهن الأكثر تأثيرا فى تربية الأبناء، وأكد أن الوزارة بصدد زيادة عدد الواعظات قريبا، معلنا أن لديه إستراتيجية لحماية المساجد من المتطرفين، خصوصا الخلايا النائمة التابعة للإخوان، وللرد على المشككين فى عدم قدرة النساء على الوعظ، أو أن هذا العمل للرجال فقط ومحرم على النساء.



الفتوى للنساء

قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني في وزراة الأوقاف، إن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل في هذا الجانب أيضا، وإن الحساب في الآخرة لا يفرق بينهما، ولكن المجتمعات هي من صنعت هذه الفوارق، وقال فى تصريحات تلفزيونية، إن وزارة الأوقاف أرادت توجيه رسالة للمجتمع، وإتاحة الفرصة للواعظات لإعطاء الدروس في المساجد للسيدات وتنويرهن، وإن لهن دورهن في الفتوى والدروس، وإن وجود داعيات وواعظات ضروري لأن بعض النساء يستحيين من سؤال الداعية الرجل في بعض المسائل الفقهية وأحوال الأسرة.



تأييد نيابي

يرى كبير الأئمة في وزارة الأوقاف الدكتور منصور مندور، أن الإسلام يريد المرأة متعلمة ومثقفة حتى تدفع بزوجها للحلال، وتكون قادرة على تربية أولادها، وأن المرأة مطالبة بالخروج للعلم والعمل ودور الواعظات تعليم بقية النساء الأخلاق في المساجد، بدلا من الإنترنت وغيره، مؤكدا أن قرار تعيين المرأة داعية في المساجد، حلالٌ، موضحا فى تصريحات صحفية أثارت جدلا واسعا أيضا، أنه لا يجب ترك المرأة عرضة للمسلسلات التركية والسورية وغيرها، لأن ذلك أحد أسباب ابتعادها عن فهم الإسلام، وأكد أن الدعوة لا تقتصر على الرجال فقط. وأعلنت لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب تأييدها المطلق لقرار وزير الأوقاف، مشيدة بهذه الخطوة، وكان الأزهر أعلن عن مسابقة لتعيين 11 ألفا و800 وظيفة جديدة، منها تعيين واعظات من خريجات جامعة الأزهر، وعددهن 144 سيدة للمرة الأولى في مصر.