أكد الجيش الباكستاني بعد اجتماع لقادة الفيالق العسكرية أن إغلاق الحدود مع أفغانستان سيستمر حتى تنفذ كابول وعودها بتسليم الإرهابيين المسؤولين عن موجة الإرهاب الأخيرة في باكستان.
جاء ذلك بعدما تجددت هذا الأسبوع موجة العنف التي تشهدها باكستان، حيث تعرضت محكمة محلية في منطقة «تانجي» بمقاطعة جارسدة بإقليم خيبر بختونخواه خلال اليومين الماضيين، لهجوم قام به 3 مهاجمين انتحاريين قتلوا جميعا، أثناء المواجهات مع قوات الأمن، فيما أسفر الهجوم عن مقتل 6 أشخاص و جرح 20 آخرين.
وأصدر الجيش أوامره للقوات العسكرية بإغلاق الحدود، وإطلاق النار على كل من يحاول عبورها في منطقة جمن ببلوتشستان، وكذلك المرابطة على الحدود الأفغانية، ومطالبة كابول بضبط حدودها لمنع الإرهابيين من الجانبين من التسلل.
استهداف طالبان
كشفت مصادر عسكرية أن الجيش الباكستاني استخدم صواريخ قصيرة المدى، يبلغ مداها 70 كلم، في تدمير 12 مخيما لتدريب مقاتلي حركة طالبان وجماعة الأحرار، بعدما رصدتهم طائرة بدون طيار.
يأتي ذلك فيما أوضح تقرير للأمم المتحدة، أن باكستان أجلت قسرا 600 ألف لاجئ أفغاني منذ يوليو الماضي وحتى يوم 13 فبراير الجاري، وأنها تنوي إجلاء نحو 900 ألف آخرين، كما تجري مباحثات مع المفوضية العليا لإغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لإعداد جدول زمني لتسفير 1,5 مليون لاجئ، مسجلين لدى المفوضية.
وقالت مصادر حكومية إن ذلك جاء في إطار تطبيق بنود خطة العمل القومي المشترك التي وقعت عليها كافة الأحزاب السياسية، بعد مجزرة الجيش العامة في 16 ديسمبر 2014، وألقت السلطات القبض على آلاف اللاجئين المقيمين بصورة غير شرعية في إسلام أباد، والسند، وبلوتشستان، وخيبر بختونخواه، وأجلتهم بسبب تورط عدد منهم في عمليات إرهابية بباكستان.
مطالب أفغانية
أبلغ السفير الأفغاني في باكستان، عمر زاخيوال، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، سرتاج عزيز، استعداد بلاده للتعاون مع إسلام أباد في إلقاء القبض على إرهابيي جماعة الأحرار المتورطين في الهجوم الانتحاري على مزار ديني بإقليم السند قبل أيام، بعد أن قدمت وزارة الخارجية الباكستانية قائمة بأسماء 76 إرهابيا موجودين في مناطق آمنة بأفغانستان، اتهمتهم بأنهم وراء موجات الإرهاب الأخيرة.
وتقدم الجانب الأفغاني أيضا بقائمة للحكومة الباكستانية تضم 89 اسما من مقاتلي طالبان وشبكة سراج الدين حقاني، لافتا إلى أن أولئك ينشطون في 32 ملاذا في باكستان، داعيا حكومة إسلام أباد إلى تصفية الملاذات الآمنة وتسليم قادتها للحكومة الأفغانية.