أكدت مجلة «فورين بوليسي» أن حالة التفكك بالشرق الأوسط. جعلت سورية والعراق وليبيا واليمن دولا فاشلة، لافتة إلى أن هناك دولا أخرى معرضة لمواجهة نفس المصير.
وقالت المجلة إن روسيا هي التي تدير اللعبة في سورية، بعد أن تدخلت عسكريا إلى جانب إيران ووكلائها في عام 2015 لإنقاذ نظام الأسد من السقوط. وكما هو الحال في الصراعات الأهلية الأخرى في المنطقة، فإن الانهيار الأمني أدى إلى فوضى عارمة، مبينة أن حوالي نصف مليون سوري قتلوا في الحرب، ونزح أكثر من 11 مليون شخص من مناطقهم وبيوتهم، وأوضحت المجلة أن التفكك في الشرق الأوسط كانت له آثار واضحة في أوروبا أيضا، حيث تعاني بعض الدول الأوروبية من نتائج الحروب الأهلية في الشرق الأوسط، والتي أخذت شكل تدفق موجات من اللاجئين والهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أن الخوف الذي ولدته هذه النتائج أدى إلى تقوية الأحزاب اليمينية المعادية للهجرة، كما ساهم في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
صعوبة بقاء الأسد
قالت المجلة إن منطقة الشرق الأوسط ستكون على الأرجح الموقد الناري الذي سيعاد تشكيل النظام العالمي بداخله أو أنه سيذوب بشكل كامل، وأن سورية قد تقدم الاختبار الأول، وأضافت أن روسيا تريد من الولايات المتحدة أن تقبل استمرار وجود الأسد في الحكم، مقابل الدخول في شراكة لقتال تنظيمي داعش والقاعدة، لكن هذا لا يحقق الاستقرار في الشرق الأوسط، لاسيما أن الأسد أصبح له أعداء داخليون كثيرون، بسبب سوء إدارته ووحشية قواته، وسيكون من الصعب عليه أن يعيد وحدة بلاده.
وحسب المجلة، فإن على الولايات المتحدة أن تسعى للتفاوض على حل للصراع السوري يضمن مصالح جميع الأطراف، وأن تقنع روسيا بأن الحرب لا يمكن الانتصار فيها، وأن الأسد ليس قادرا على تحقيق الاستقرار في هذا البلد. وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ووفقا للمجلة، فإنه يجب ألا تكون الأجندة الأميركية أقل طموحا، مبينة أن الإجراءات الضرورية لوضع الشرق الأوسط على مسار إيجابي تشبه الإجراءات التي تبنتها أوروبا منذ 70 سنة.
مصالح أميركا
أشارت فورين بوليسي إلى ضرورة وقف القتال، والتفاوض على تسويات سياسية شاملة وعادلة، ومساعدة الدول الضعيفة على مقاومة الضغوط، وتشجيع القادة السياسيين على الحكم بطريقة تزيد شرعيتهم وتطلق قدرات شعوبهم، وتطوير مؤسسات إقليمية تساعد على تخفيف الصراع وتعزيز آفاق التعاون. لتحقيق ذلك، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تكون شريكة دول المنطقة ومع دول أخرى لها مصالح في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأكدت المجلة أنه آن الأوان لأن تأخذ الدول الإقليمية دور القيادة، وأن تقدم الرؤية وتنفذ الحصة الأكبر من العمل المطلوب، كما أن الولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك الصين وروسيا، يمكن أن تقدم المساعدة أيضا تحقيقا لمصالحها. وشددت المجلة على أن هذه مرحلة حاسمة بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة، داعية الرئيس دونالد ترمب إلى أن يعمل على وضع رؤيته للحل الشامل في الشرق الأوسط، بما يحقق الأمن والسلام العالميين، والمصالح الأميركية بالدرجة الأولى.