استؤنف العمل في ترميم مسجد المعمار أحد أقدم المساجد التاريخية في مدينة جدة، بعد توقف قصير لاختلاف فني في وجهات النظر بين المسؤولين عن المشروع.
ونجحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في احتواء خلافها مع بلدية المنطقة التاريخية بمحافظة جدة، حول ترميم مسجد المعمار التاريخي الواقع غربا بحارة المظلوم في شارع العلوي، ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عام 1433.
التشويه بالحداثة
علمت «الوطن» من مصدر مطلع أن اعتراض هيئة السياحة والتراث الوطني على طريقة وأساليب الترميم وعدم الحفاظ على خصائص عمارة المساجد القديمة، حيث تؤكد هيئة السياحة على وجوب المحافظة على طابع العمارة وخصائصها التي تعكس تاريخ وهوية الموقع، وتعد المساجد التاريخية تراثا عمرانيا وطنيا يتوجب المحافظة عليها عند تجديدها، أو ترميمها، أو صيانتها، وتجنب أساليب البنايات الحديثة المختلفة عن فن العمارة التقليدي المعبر عن هوية المنطقة العمرانية، والذي يعتبره خبراء في فن العمارة تشويها، حيث إن المزج بين حداثة العمران والبناء الكلاسيكي فعل نادرا ما ينجح، بحسب المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه. وذكر مراقبون أن هذه النقطة كانت محور الخلاف بين السياحة وبلدية جدة، لتشهد عملية الترميم شدا وجذبا بين الجهتين، وسط تكتم شديد، حتى توصلا لحل القضية، وشارفت عملية الترميم على الانتهاء، لكن دون تحديد مدى زمني مسمى. وكانت هيئة السياحة رصدت قبل الترميم نحو 800 مسجد تاريخي وأثري، ونفذت ترميم مسجد الشافعي على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي تبنى عام 1433 ترميم أول مسجد تاريخي في جدة التاريخية.
مسجد يؤكد عراقة جدة
حين نفذت شركة المنشآت التراثية (تراثية) بإشراف أمانة جدة ترميم الجامع العتيق (مسجد الشافعي) قبل أكثر من خمس سنوات، مرت عملية الترميم بسلام حتى افتتاح المسجد عام 1436، بعكس عملية ترميم مسجد المعمار التي يشرف عليها الدكتور صالح لمعي، أحد أشهر خبراء ترميم المساجد، والتي شارفت على الانتهاء، بعد أن شهدت بداياتها اكتشاف مسجد قديم شبه متكامل تحت المسجد، ضم محرابا مزينا بأحجار كريمة وحلى وعقود، إلى جانب «صهاريج» قديمة لتخزين الماء، وأكدت التحليلات أن مواد بناء المسجد مطابقة تماما لمواد بناء مسجد الشافعي الذي ترجح دراسات تاريخية وجوده منذ زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وقال مصدر في بلدية جدة لـ«الوطن» إن هذا الاكتشاف يعزز قدم جدة كمدينة عاشت حياة حضارية متقدمة، وهو ما تشير إليه الصهاريج المكتشفة، بتمديداتها وفكرتها. يذكر أنه لم تتبق من عمليات الترميم إلا مرحلة تدعيم الإنشاءات فقط، وسط تأكيدات من المشرفين عليها بأن الترميم حافظ على أصالة بناء المسجد، بدءا من واجهته، واستخدام الأحجار الكريمة التي وجدت في محراب المسجد القديم الذي اكتشف أثناء البدء في الترميم.
وشمل الترميم الأعمدة والأسقف الخشبية والجدران والمنارة،وترميم الزخارف الجصية والخشبية والمحراب.
ويعد مسجد المعمار الذي أنشئ عام 1263 من أقدم المساجد في المنطقة التاريخية بجدة والمملكة، وحمل اسم من بناه وهو الوالي العثماني حينها مصطفى معمار باشا.
أهداف برنامج العناية بالمساجد التاريخية
تأهيل المساجد كعنصر أساسي في إحياء أواسط المدن
استعادة هويتها العمرانية
برنامج العناية بمساجد جدة التاريخية
يستهدف ترميم وتأهيل 36 مسجدا
28
مسجدا في جدة التاريخية
8
مساجد في المنطقة المحيطة بها