في وقت شهدت باكستان مؤخرا، عددا من الهجمات الإرهابية ببعض المناطق بأقاليم البنجاب وخيبر بختونخواه وبلوتشستان، قالت تقارير إن حادث الهجوم على مزار ديني بإقليم السند، الذي وقع الأسبوع الماضي، يشير إلى أن موجة الإرهاب بدأت تضرب كافة أنحاء باكستان. وكان مهاجم انتحاري قد فجر نفسه أمام أحد المزارات الدينية بالسند قبل أيام، ما أدى إلى مقتل 72 شخصا وجرح عشرات آخرين، وفق بيان الشرطة. وحسب التقارير، فإن هذا الحادث يشابه في تخطيطه وتنفيذه التفجير الانتحاري في مزار "دركاه شاه نوراني" بإقليم بلوشستان، الذي وقع في 13 نوفمبر الماضي، وأدى لمقتل 52 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرين، في حين تؤكد الأجهزة الأمنية أنه لا وجود للتنظيم في باكستان، وأنه ينفذ أعماله الإرهابية من خلال جماعة الأحرار المنشقة عن حركة طالبان الباكستانية. وتزامن ذلك مع التزام الحكومة الصمت، فيما أصدر المتحدث العسكري، بيانا أشار فيه إلى أن عمليات إرهابية تنفذ في باكستان من قبل ملاذات آمنة للإرهابيين في أفغانستان وبموجب تعليمات من قوى معادية لباكستان، لافتا إلى أن الجيش "سوف يدافع ويرد".



زعزعة الاستقرار

قال مراقبون إن بيان المتحدث العسكري الرسمي استخدم صيغة الجمع عندما تحدث عن "قوى" مما يعني ضمنا أنه يتهم الهند وأفغانستان والولايات المتحدة، لاسيما أن الأخيرة رددت مؤخرا أن إسلام اباد ما زالت تدعم سرا حركة طالبان الأفغانية وشبكة سراج الدين حقاني، اللتين تستهدفان الجيوش الأميركية والأفغانية. كما استخدم المتحدث الرسمي عبارة واحدة عامة حول موقف الجيش عندما قال "سوف ندافع ونرد". ويعتقد المراقبون أن ذلك الرد سيكون ضد جماعة الأحرار والمخابرات الهندية داخل أفغانستان، مشيرين إلى أن باكستان تواجه حالة خطيرة حاليا تشابه إعلان الحرب عليها لزعزعة الاستقرار في كافة أقاليمها، خاصة منطقة الحدود "فاتا".

 

أهداف رخوة

جاءت كل تلك الأحداث مع انعقاد المؤتمر السداسي الذي يضم روسيا والصين والهند وباكستان وإيران وأفغانستان، للتوصل إلى صيغة سلمية لإنهاء الحرب الأهلية بأفغانستان، من خلال إشراك طالبان في الحكم، وهو ما تؤيده روسيا والصين وباكستان، بينما تعارضه أميركا والهند وأفغانستان. وترى الأجهزة الأمنية أن المخابرات الهندية والأميركية استخدمت "جماعة الأحرار"، في تنفيذ عملية السند، وأن المنطقة قد تشهد تكرار أحداث إرهابية جديدة فيها. ووفقا للمراقبين فإن المهاجمين استخدموا أهدافا "رخوة" لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، نظرا لتشديد الحراسات على المطارات والمؤسسات العسكرية والاستخباراتية، ومن ثم لا يستبعد أن يلجأ الإرهابيون لأهداف مشابهة أخرى مثل المؤسسات الثقافية والأماكن التي يرتادها الدبلوماسيون الأجانب في العاصمة إسلام أباد.